أخلط اللاعبون المحليون حسابات مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، بعد تألقهم أمام المنتخب القطري في المواجهة الودية التي لعبت مؤخرا في قطر، وعرفت فوز "الخضر" بهدف يتيم حمل توقيع المهاجم بغداد بونجاح في الدقيقة ال54 من المواجهة، وأصبح هؤلاء يهددون مكانة اللاعبين المحترفين في التشكيلة الوطنية، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ سنة 2010 تاريخ بداية الاعتماد المفرط على اللاعبين من أصول جزائرية حتى لو كانوا من الصف الثاني. ووجه بلماضي الدعوة في ودية قطر ل18 لاعبا منهم 16 ينشطون في البطولة الوطنية، إلى جانب الثنائي بغداد بونجاح المحترف بنادي السد القطري (حمل شارة القيادة لأول مرة)، ويوسف بلايلي مهاجم الترجي التونسي، وهما بدورهما من خريجي البطولة الوطنية. وعرفت المواجهة تألق بعض اللاعبين الذين خطفوا الأضواء وكسبوا ثقة المدرب بلماضي، وعلى رأسهم لاعب نادي بارادو هشام بوداوي الذي أدى دوره على أكمل وجه على مستوى خط الوسط، وهو مرشح بقوة لحجز مكانة في المستقبل القريب مع المنتخب الأول، حيث من غير المستبعد أن يتم استدعاؤه لتربص شهر مارس القادم، استعدادا لمواجهة المنتخب الغامبي في مباراة الجولة الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا 2019، والتي تعتبر بالنسبة ل”الخضر” شكلية بعد تمكنهم من خطف تأشيرة التأهل إلى “الكان” في الجولة السابقة بعد الفوز الساحق على المنتخب الطوغولي بنتيجة (4/1) بالعاصمة لومي، لا سيما في ظل عدم اقتناع مدرب “الخضر” بمردود الثنائي تايدر وبن طالب، كما خطف مدافع بارادو الآخر لوصيف الأضواء وقدم مردودا طيبا، ما جعله منافسا مباشرا لزميله السابق يوسف عطال. وفضلا عن بوداوي فإن المهاجم بونجاح مستوياته الكبيرة، وبصم على عام استثنائي، عقب وصوله إلى الهدف ال59 في عام 2018، محطما بذلك كل الأرقام القياسية، بفضل المستويات الكبيرة التي يقدمها من مباراة إلى أخرى سواء مع ناديه السد أو مع المنتخب الوطني في مختلف المنافسات المحلية والقارية. وأمام تألق بونجاح، بالإضافة إلى يوسف بلايلي يتجه مدرب "الخضر" إلى التضحية بإسلام سليماني الذي يعاني مع فريقيه فينرباتشي التركي، لاسيما وأن بلماضي أكد مرارا وتكرارا أنه يفضل دوما الاعتماد على اللاعبين الجاهزين من جميع النواحي، موجها في وقت سابق رسالة شديدة اللهجة إلى وسط ميدان نابولي الايطالي آدم وناس. ويمر المهاجم السابق لشباب بلوزداد، بفترة عصيبة جدا مع نادي فنرباتشي، الذي قرر التخلي عنه خلال مرحلة الانتقالات الشتوية المقبلة، وقطع إعارته من أجل إعادته إلى فريقه السابق ليستر سيتي الإنجليزي، لكن الأخير يرفض ذلك، ما وضع الدولي الجزائري في موقف حرج للغاية، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة بخصوص مستقبله، وأتاحت مباراة قطر خيارات إضافية أمام مدرب "الخضر"، قبل تحديد القائمة النهائية للاعبين المعنيين بالمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2019، التي لم يحدد مكان إجرائها بعد بين مصر أو جنوب إفريقيا، مع العلم أن تربص مارس القادم قد يشهد عودة بعض اللاعبين في صورة فوزي غولام وآخرين.