شهدت العاصمة الجزائرية من ليلة الخميس إلى الجمعة وقبلها ليلة الأربعاء خروج عدد كبير من المواطنين الرافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية في الموعد المحدد من طرف السلطة بعد استجابتهم لنداءات الحراك الليلي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قام المتظاهرون بدق المهاريس وقرع مختلف أنواع الأواني على غرار الطناجر، للتعبير عن معارضتهم لانتخاب خليفة عبد العزيز بوتفليقة في ظل بقاء بقاياه في الحكم، إضافة إلى التعبير عن مساندتهم لسجناء الرأي ونشطاء الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فيفري الماضي.وطالب المتظاهرون الذين خرجوا في ليلتهم الثانية، بالحرية والاستقلال من رموز النظام السابق وعدم إجراء الانتخابات في ظل الجو المكهرب الذي تشهده البلاد، مؤكدين بأن الانتخابات التي سيتم إجراؤها في ال12 من شهر ديسمبر ما هي إلا استمرار للنظام السابق بالوجوه البوتفليقية على غرار الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون ورئيس الحكومة سابقا «علي بن فليس» وباقي المترشحين، فكلهم وجه لعملة واحدة حسبهم.وردد المحتجون لشعاراتهم المعتادة على غرار «مكاش الفوط هذا العام»، «ارحلو»، «مراناش حابسين حتى يرحل الفاسدين»، وذلك وسط اجراءت أمنية مشددة ونشر مكثف لرجال الأمن وقوات مكافحة الشغب بشوارع العاصمة، حيث لجأ أصحاب اللون الأزرق القاتم إلى قمع واعتقال المتظاهرين و تفريق الحشود من ساحة البريد المركزي.وكانت العاصمة قد شهدت يوم الأربعاء مسيرة ليلية، عرفت اعتقال الكثير من المتظاهرين من بينهم صحفيين واتهامهم بتهمة التجمهر الليلي غير المصرح به واتهام آخرون بتهمة تكوين الأشرار، أين أودعت محكمة باب الواد 8 منهم رهن الحبس المؤقت وتم إطلاق باقي المعتقلين على أن يتم محكماتهم في السادس من شهر جانفي القادم.