خرج الجزائريون ، اليوم، في مسيرات سلمية في إطار الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ ال 22 فيفري الفارط، مؤكدين رفضهم الحوار مع بقايا النظام السابق ، مجددين تمسكهم بالمطالب التي ينادي بها الحراك الشعبي بشعار:”ماراناش حابسين.. لا حوار .. ولا انتخابات مع بقايا النظام”. وتتواصل المسيرات الشعبية في أغلب المدن الجزائرية في الجمعة 27 , تحت مطلب واحد ، وهو رحيل رموز النظام وإرساء دولة القانون ومحاكمة جميع من كانت له يد في الفساد ، واحتشد المواطنون بالشوارع مرددين شعارات الرفض لرموز النظام ، مرددين “ميزيرية و …تحيا الجزائر”، و ” مراناش حابسين ..كل جمعة خارجين” في تأكيد منهم على الإصرار و الصمود ، وعرفت مسيرات الجمعة ” الهدوء” حيث لم تشهد مواجهات مع الشرطة. وتمسك الجزائريون بالمطالب التي جاء من أجلها الحراك الشعبي على غرار رحيل رموز النظام بشعار” ترحلو قاع” ، منادين بإطلاق سراح السجناء على غرار المجاهد لخضر بورقعة ، وتمركز المحتجون بالشوارع الرئيسية للعاصمة حيث توافد المواطنون إلى ساحة البريد المركزي واتجهوا صوب شارع ديدوش مراد، ليغمروا جل الشوارع و الساحات الرئيسية بالعاصمة . ومن أهم الشعارات التي ينادي المحتجون ” لا حوار ..ولا انتخابات مع بقايا النظام”، و” ياحنا يا أنتوما..ماناش حابسين ” و” ترحلو قاع” و ” مراناش حابسين ..كل جمعة خارجين”، كما هتف بعض المحتجون ضد رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس عقب استقباله لأعضاء هيئة الوساطة، فيما رفض بعض المحتجون شعارات مناوئة لمنسق هيئة الحوار والوساطة كريم يونس. وبالمقابل عرفت ولايات الوطن “تسونامي بشري” حيث خرج المواطنون في مسيرات سلمية منادية بالتغيير ورحيل رموز النظام ، حيث شهدت ولايات الغرب الجزائري خروج المواطنين الداعين للتغيير على غرار مستغانم ووهران التي أكد بعض المواطنون بها رفضهم الحوار مع هيئة كريم يونس، والأمر نفسه بولاية غليزان حيث طالب مواطنوها بشخصيات وطنية لقيادة الحوار دون اللجنة كريم يونس- وفقا لما تناقلته مواقع إعلامية-، وولاية عنابة هي الأخرى خرج مواطنوها للمطالبة بالتغيير، وخرج سكان ولاية البويرة في مسيرات شعبية رافعين شعارات:”لجنة الحراك من صلب النظام، لا إنتخابات بوجود الباءات”، والأمر بولاية قسنطينة التي خرج مواطنوها في مسيرة حاشدة ، و الأمر نفسه بولاية بجاية حيث طالب المواطنون خلال حراكهم الشعبي برحيل النظام والتغيير . وفي سياق ذي صلة أكد خبراء وأساتذة في تصريحات لهم أن الحوار أضحى أكثر من ضرورة للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد ولكن يجب أن يكون جامعا وممنهجا ويراعي مطالب الحراك، داعين إلى ضرورة الاسراع في تنظيم انتخابات رئاسية بتوفير مجموعة من ضمانات لاسترجاع ثقة الشعب ، وشدد أستاذ العلوم السياسية الدكتور سليمان أعراج على ضرورة اعتماد حوار جاد وجامع وممنهج على اعتبار أن الحوار هو المخرج الآمن للأزمة التي تعيشها البلاد، مؤكدا أنه يتعين على الاطراف المشاركة في الحوار وضع تصورات عملية لحل الأزمة وزرع الثقة في نفوس الجزائريين، مشددا على أهمية انجاح تنظيم الانتخابات الرئاسية من خلال خلق سلطة مستقلة للإشراف على الاستحقاقات الرئاسية من بدايتها إلى غاية الإعلان عن النتائج. واعتبر في معرض تقييمه لعمل لجنة الوساطة والحوار أنه بالرغم من الانتقادات والهجومات الشرسة التي تعرضت اليها إلا أنها حققت خطوات ايجابية تحسب لصالحها لكن تبقى بعض التفاصيل ستتغلب عليها مع الوقت –على حد تعبيره-مضيفا أن لقاءات هذه اللجنة مع فواعل الحراك والأحزاب والنخب كلها تؤسس إلى حوار مجتمعي ولذلك يجب التركيز على مواضيع الساعة الراهنة.