ككل جمعة خرج الوهرانيون أمس في مسيرات حاشدة تضاعفت أعدادها بعودة الحراك للأسبوع ال 33 على التوالي بقوة مع اقتراب حمى الرئاسيات بعد إعلان شخصيات محسوبة على الدائرة المقربة من الرئيس المخلوع ترشحها للانتخابات المقررة في ال 12 من ديسمبر المقبل وحملت المسيرة أمس عنوان بارز إختاره الحراكيون وهو على العهد باقون لن ننتخب مع عصابات التزوير ولن نتوقف حتى يحدث التغيير حيث اشتدت حرارة التظاهر السلمي بشوارع وسط المدينة انطلاقا من ساحة أول نوفمبر بهتافات المحتجين الذين أكدوا تمسكهم برفض تنظيم الانتخابات تحت حكم العصابات وجددوا إصرارهم على عزل الوجوه غير المرغوبة ومحاسبتها. وتحت شعار نصف العصابة في السجن والنصف الآخر يحضر للانتخابات ندد المتظاهرون بتعنت السلطة التي لم تتعامل بجدية مع مطالب الشعب الشرعية رغم سلمية المسيرات التي لن تتوقف حسب ما ردده أمس الشارع الوهراني الثابت على مواقفه والرافض لكسر إرادته من خلال الإصرار على تنظيم الانتخابات في ظروف غير مناسبة وهو مالم يتفق عليه السواد الأعظم من المواطنين الذين خرجوا إلى الشارع من أجل المطالبة برحيل ما تبقى من عهد بوتفليقة بداية بتغيير الحكومة الحالية ورحيل رئيس الدولة المؤقت كشرط أساسي للإنتقال إلى مرحلة جديدة لجمهورية ثانية خالية من فلول النظام السابق. وكانت معظم شعارات الأمس موجهة مباشرة إلى قيادة الأركان ومرشحي الأحزاب البالية التي تسابقت لإعلان ممثليها في الرئاسيات المقبلة ولخص الوهرانيون رسالتهم في «هذا العام مكانش انتخابات» «فاق الغاشي ديقاجي ديقاجي هذا الشعب جامي يولي للباصي»، «دولة مدنية مشي عسكرية»، «إي يو نديروا راينا ولبلاد بلادنا مكانش الفوط» «مكانش الفوط والله ما نديرو والله مارانا حابسين»، «جيبو البياري وزيدوا صاعقة والله نفوطي بهذا الطريقة»، ولم ينس الحراكيون في بداية مسيرتهم بالوقوف عند مقر المحافظة الولائية لحزب الآفلان أين رددوا عبارات «كليتوا لبلاد يا سراقين» و«يا ولاد فرنسا بعتوا للبلاد» و«صامدون مستمرون سلميون حتى ترحلون» «ميقا فون (مكبر الصوت) في أيدينا والراية الوطنية على ظهورنا وسلاحنا سلميتنا ولن نكل ولن نمل حتى نجد الحل». واتضح أمس من خلال تأكيد أوفياء الحراك الشعبي المتواصل منذ ال 22 فيفري المنصرم على الصمود الى غاية تحقيق التغيير المطلوب واسترجاع القيادة والسلطة للشعب الذي كان مصمما على التظاهر رغم التغييرات التي تشهدها الأحداث السياسية وإعداد العدة لعهدة رئاسية في ظروف مكهربة وبين قبضة السلطة وعزيمة الجزائريين على الاستمرار في الخروج وإفشال كل المحاولات لتجديد نفس النظام الذي يتخوف منه المتظاهرون مثلما هو الحال بوهران التي تزداد فيها قوة المسيرات مع اقتراب الانتخابات ومن جهة أخرى ردت طائفة من المحتجين على موقف الاتحاد الأوروبي برفضهم التدخل الأجنبي في شؤون البلاد(...).