تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها أغلب الولايات الشمالية للوطن في إصابة محصول البطاطا بأمراض طفيلية خطيرة قد تؤدي إلى أزمة حادة بعد إتلاف المنتوج قبل عملية الجني. وجهت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إنذارات وتحذيرات لمختلف الفلاحين بعد ظهور أعراض مرضي "الميلديو" وكذا مرض السيزيوز" على منتوجي البطاطا والحبوب مؤخرا خاصة بعد تساقط الأمطار الأخيرة المتزامنة مع اقتراب عملية جني محصول البطاطا لموسم الشتاء ويعد المرضان من أكثر الأمراض الطفيلية خطورة والتي تقضي على المحصول بداية من الجذع قبل الوصول إلى الجذور. أعراض المرض حسب بيان وزارة الفلاحة التنمية الريفية اكتشفت من طرف شبكة المراقبة والإنذار لمديرية حماية النباتات والمراقبة التقنية خاصة على مستوى ولايتي عين الدفلى وقسنطينة بعد التحاليل الأولية للبقع التي وجدت على أوراق نبات البطاطا وكذا الحبوب علما أن المرض ينتشر بسرعة في حالة لم يتم اقتلاع النباتات المصابة ورش المبيدات والأسمدة بعد كل تساقط للأمطار حيث يتكاثر خاصة مرض الميلديو إذا توفرت عوامل الرطوبة مع انتشار الحرارة بعد تساقط الأمطار مباشرة وهي الأحوال الجوية السائدة مؤخرا مما بات يهدد بكارثة بسبب تزامن ظهور المرض مع موسم جني البطاطا الشتوية التي تكون أقل مقاومة وأكثر عرضة للفساد من البطاطا الصيفية حيث توجه مباشرة للاستهلاك عكس البطاطا التي يتم جنيها في فصل الصيف والتي توجه للتخزين والأمطار حسب مصادر مطلعة تعمل على تعفن بذور البطاطا في حالة بقائها في الأرض خلال عملية الجني أو في مرحلة النضج في حالة تساقط الأمطار في حين لا يملك الفلاحون خيارا آخر بسبب الأوحال التي تحول دون عملية جمع المحصول الذي يبقى مهددا بمختلف الأمراض الطفيلية التي قد تقضي على الإنتاج للموسم الجاري مما بات يهدد بأزمة جديدة في محصول البطاطا وارتفاع قياسي في الأسعار تضاهي أو تفوق الأسعار المسجلة من قبل والتي فاقت سقف 100دج للكيلوغرام الواحد. نفس المشكل يسجل على مستوى محصول القمح المهدد بالتراجع مقارنة بالأرقام المسجلة خلال الموسم الفارط بسبب سوء الأحوال الجوية الموسم الجاري والأمطار التي قد تحدث كارثة فلاحية مما يساهم في التهاب أسعار مختلف المحاصيل الزراعية كالتسونامي الذي عصف بالموسم الفلاحي لموسم 2008. بوسعادة فتيحة