من بين العديد من الآفات الخطيرة التي أضحت تهدد أطفال بتبسة آفة التدخين التي أساسها التقليدي غياب مراقبة الآباء أو كوسيلة يتخذها الصغار للتعبير عن الذات وإعطاء صورة للآخرين على أنهم تجاوزوا مرحلة الطفولة بالرغم من أن ملامحهم وأعمارهم توحي ببراءتهم وما يقومون به ما هو إلا صورة سلبية ومؤسفة لأطفال يتجهون إلى طريق الضياع والانحراف نظرا لاستفحال هذه الظاهرة داخل المجتمع وبروزها بكثرة في المدة الأخيرة وأمام الملأ ارتأت آخر ساعة أن تستطلع شهادات حية لأطفال أصبحوا مدمنين على التدخين لعدة أسباب وأصبح الإقلاع عنه بالنسبة لهم من المستحيلات بالرغم من الضرب والعقاب الذي يتعرضون له من طرف آبائهم . التدخين دليل الرجولة والخروج من مرحلة الطفولة من بين أهم السمات البارزة التي أصبح جيل اليوم يتسم بها هو الإصرار على فعل ما يريد أي انه عنيد بخلاف جيل الأمس الذي كان يسمع النصيحة ويحترم توجيهات من هم أكبر منهم قصدنا بعض الأحياء الشعبية حيث تنتشر هذه الظاهرة التي استفحلت وبصورة جد ملحوظة يقول محمد 14 سنة الذي كان يهم بإشعال سيجارة أن التدخين بالنسبة لي كشرب القهوة لا أستطيع الاستغناء عنه فقد تعودت رفقة أصدقائي على تدخين من 6 إلى 7 سيجارات في اليوم وهي بالنسبة لي شيء عادي فأنا لم أعد طفلا صغيرا أخشى من التدخين فهذه ليست المخدرات إنها مجرد سيجارة وهي تستهويني وتذهب عني القلق وهل علم أحد والديه بالأمر يقول نعم لقد فاجئني أبي في إحدى المرات أدخن فلما لمحته رميت السيجارة على الفور لكن جاء يتأكد مما شاهده فأخذ يشم رائحتي يدي وفمي وبالفعل ككشف أمري فعاقبني وقام بنصحي عدة مرات وفي مرات قام بتهديدي بعدة أشياء لكن كل هذا لا يهمني لأنني كما قلت لك أجد ضالتي في السيجارة ومن جهة يقول علي 15 سنة أنا ورفاقي لا ندخن في الشارع أو في الحي فحسب بل حتى في داخل المدرسة خصوصا في الأيام الأخيرة عندما اضرب المعلمون والأساتذة ضف إلى ذلك أيام الراحة الأسبوعية فلا يوجد ما يعطل لا دروس لا امتحانات و لا شيء آخر فتدخين سيجارة يعطينا النشوة ويعطينا إحساس أكبر برجولتنا ولا أنكر أننا أصبحنا يف مرحلة لا يمكننا الاستغناء عن التدخين فالعديد من يدخن حتى المخدرات وخفية عن الأنضار حتى لا ينكشف أمره من أحد الأقارب أو الشرطة والجيران وحتى الأولياء أما أحمد 15 سنة فيقول لقد اكتسبت هذه العادة من والدي فهو كثير التدخين خاصة في المنزل وكنت أراقبه طوال الوقت استغل الفرصة كلما نسي سيجارة مشتعلة أو نسي العلبة لأدخن وأجرب ما هو الإحساس والمذاق الذي يصاحبه حينما يقوم بذلك ومن هنا وجدت نفسي مدمنا ولست الوحيد الذي يدخن في مثل هذا السن فلدي العديد من الرفقاء الذين يقومون بهذه العادة صحيح أنها تؤثر على صحتنا لكنها في نفس تزيدنا ثقة في أنفسنا . الأولياء يتحملون مسؤولية إدمان أولادهم على التدخين إذ أن التقليد ومصاحبة رفقاء السوء قد تكون من أهم العوامل التي تدفع الأطفال إلى دخول عالم الإدمان على التدخين الذي تنجر عنه تصرفات وسلوكات غير لائقة والمسؤولية في كل هذا تقع على عاتق الأولياء والذين ينسون مراقبة أطفالهم يوميا في ظل التغييرات الاجتماعية والنفسية خاصة إذا كان الطفل على وشك دخول مرحلة المراهقة التي تتخللها عدة متغيرات لذلك يجب على الأولياء اتخاذ إجراءات ردعية حازمة قبل ان تستفحل هذه الظاهرة عند أطفالهم خاصة أنهم يخوضون هذه المسيرة وهم صغار فكلما طالت المدة صعب عليهم الإقلاع عنها ناهيك عن المخاطر الصحية الجسيمة التي تهدد أجسام أطفالهم وتضعهم هم في قفص الاتهام فلا يجب الاعتماد كليا على الحملات التوعوية بل يجب تشديد الرقابة على الأطفال خاصة وهم في مرحلة حساسة من العمر . علي عبد المالك