سجلت ولاية باتنة منذ ليلة أمس وإلى غاية صبيحة اليوم عشرات الوفيات جراء نفاذ مادة الاوكسجين في صفوف مرضى كوفيد المتواجدين بمستشفياتها المخصصة لاستقبال حالات الإصابة بالفيروس التاجي، منها 06 حالات فقط سجلت بالمؤسسة العمومية الاستشفائية "صوناتوريوم" التي كان مواطنون من ذوي المرضى قد رفعوا مطالب واستغاثة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لاحضار قارورات الأوكسجين وانقاذ حياة المرضى الذين يعانون هناك بسبب نفاذ مخزون الاوكسجين، وهو نفس الحال الذي عاشه امس مستشفى ثنية العابد عندما نفذ مخزون الاوكسجين به، ماجعل من الفضاء الأزرق ملجأ للمواطنين للاستغاثة وطلب يد العون لهذه المادة الهامة لانقاذ حياة المرضى الذين يموتون يوميا، هذا قبل ان يبدي أحد المحسنين استعداده التكفل باقتناء مولد انتاج الاوكسجين لمستشفى ثنية العابد وانقاذ الوضع الخطير الذي تعيشه أغلب المؤسسات الاستشفائية. وفي مقابل ذلك فقد هم عدد من الشباب المتطوع كل حسب امكانياته المتاحة في توفير مادة الأوكسجين التي يتم جلبها من ولاية خنشلة، على غرار محسنين ومتطوعين لم تغمض لهم عين منذ تفاقم الوضع، همهم فقط توفير مادة الأوكسجين واحضارها الى ولاية باتنة لتوزيعها على المرضى، ومثال ذلك أحد التجار "بوجلال" وسط مدينة باتنة، الذي يرافقه مجموعة من الشباب وكلهم عزيمة واصرار في انقاذ حياة المرضى في عمل انساني يندى له الجبين، من خلال دعوة المواطنين وذوي المرضى الى احضار قارورات واسطوانات الأوكسجين الفارغة لغرض نقلها على متن شاحنة بمقطورة الى ولاية خنشلة لملئها واحضارها للمرضى قبل فوات الأوان وذلك بالمجان، عكس الذين اخذوا من الأمة هذه فرصة للسمصرة وامتصاص جيوب المواطنين في وقت يسعى فيه الجميع الى انقاذ ارواح ذويهم مهما كلف الأمر من مبالغ، فبعد أزمة السميد، الزيت وغيرها يأتي الآن الدور على أهم مادة تتعلق بحياة المرضى الذين يتهددهم الموت في أية لحظة امام تذبذب توزيع وتوفر مادة الأوكسجين، وبات الكل معني بالوضع الصحي الراهن لانقاذ الأرواح وتجنيب تصفية للبشرية.