أقدم ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 28 و39 سنة على اختطاف شابّة في العشرينيات من العمر واقتيادها إلى مقبرة زغوان بعنابة من أجل إغتصابها باستعمال العنف والتهديد علما وأنّ الضحيّة لا تربطها أيّ صلة بهؤلاء الأشخاص حسب تصريحاتها التي أدلت بها مساء أمس الثلاثاء أمام هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية لدى مجلس قضاء عنابة بعد أن فتحت ملفّ القضيّة للفصل فيها، وأوضحت الضحيّة أنّها كانت بصدد العودة إلى منزلها الكائن بحي "ميناديا" على الساعة الثامنة والربع مساءا قبل أن تتّجه إلى محل لبيع المواد الغذائيّة لاقتناء بعض المستلزمات وأثناء مغادرتها المحلّ تفاجأت باقتراب شخص منها تبدو من ملامحه أنّه في حالة متقدّمة من السكر حيث أمسك بها من شعرها وقام بلفّ يدها إلى الخلف إلى حدّ الإلتواء مع إجبارها على تتبّع خطواته نحو مدخل العمارة المجاورة للمحلّ بينما إقترب منها شخصان ظنّت في الوهلة الأولى أنّهما يريدان فكّها من قبضته غير أنّهما كانا برفقته ليقوم هؤلاء الثلاثة باستغلال الفرصة وقاموا بحملها فيما أغلق أحدهم فمها لمنع سماع صراخها من طرف الجيران واقتادوها إلى مقبرة زغوان مرورا بملعب الحي المذكور سالفا وصعدوا بها السلالم المؤديّة إلى طريق الحنفيّة الرومانيّة سالكين بدورهم إحدى الأزقّة التي كانت خالية تماما من الناس وصولا إلى المقبرة التي انتهكوا حرمتها ووضعوا ضحيّتهم فوق أحد القبور من أجل استرجاع أنفاسهم مع إشهار أسلحة بيضاء محظورة لإجبارها على تلبية رغباتهم الشنيعة المتمثّلة في إغتصابها داخل المقبرة، ومن جهة ثانيّة فقد كشفت الضحيّة "ح.أ" أمام هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة أثناء الإستماع إلى أقوالها مساء أمس أنّها عاشت ليلة رعب حقيقيّة بتاريخ الوقائع التي تعود حيثياتها إلى يوم 16 فيفري من سنة 2019 وأعادت الأخيرة رسم السيناريو الذي تعرّضت له مساء هذا اليوم من تهديدات بطعنها في حال عدم الخضوع لرغبات هؤلاء المتّهمين الذين وصفتهم ب"الوحوش" حيث أردفت خلال تصريحاتها التي أدلت بها أنّهم اتّفقوا على طريقة إغتصابها بالقوّة بعد أن خارت قواها تماما وباءت مجهوداتها في مقاومتهم بالفشل، كما واصلت وصف المشهد المريع أما هيئة المحكمة حين قام أحد الفاعلين بنزع ملابسه داخل المقبرة محاولا الإعتداء عليها جنسيا بينما أبت الأخيرة فكرة الخضوع إلى رغباتهم مهما كان الأمر، قبل أن تشتعل بينهم ملاسنات كلاميّة حادّة بلغت درجة نشوب شجار بينهم بسبب قيام أحدهم بدفع رفيقه الذي قام بنزع ملابسه وطلب منه تركها وإخلاء سبيلها وهي الفرصة التي إغتنمتها الضحيّة على طبق من ذهب ولاذت بالفرار بعيدا مستغلّة المناوشات المشتعلة بينهم وتوجّهت إلى مستشفى ابن رشد على متن سيارة أجرة وبعدها إلى مصالح الأمن الحضري السابع لتقديم شكوى مفادها تعرّضها للإختطاف ومحاولة إغتصاب، هذا وقد تمكّنت مصالح أمن "السانكلو" في توقيف المشتبه فيهم بعد أن نجحت الضحيّة في كشف هويّتهم عن طريق تعرّفها على الفاعلين من خلال الصور المعروضة عليها من طرف الجهات الأمنيّة، لتقوم مصالح الأمن بإنجاز ملفّ قضائي للمشتبه فيهم وتقديمهم أمام العدالة التي وجّهت لهم تهما مختلفة متمثّلة في متابعة المسمى "ع.م.ص" بارتكاب جناية إختطاف شخص عن طريق العنف والتهديد ومتابعة المتهم الثاني "س.ن" بارتكاب جناية محاولة الإغتصاب بينما تمّت متابعة المتهم الثالث "ع.ن.د" بارتكاب جناية المشاركة في اختطاف شخص عن طريق العنف والتهديد، تجدر الإشارة أنّ المتّهم الأخير "ع.ن.د" يعتبر متّهما غير موقوفا في قضيّة الحال وقد توفيّ بعد هذه الحادثة، بينما مثل المتّهمان "ع.م.ص" و"س.ن" مساء أمس أمام هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية والتمسّ ضدّهما ممثّل الحقّ العام تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافدا بينما قرّرت هيئة المحكمة إدانة المتهم الأوّل "ع.م.ص" بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا إلى جانب تسليط 10 سنوات سجنا نافذا ضدّ "س.ن" كعقوبة لهما عن فعلتهما الشنيعة التي كانا بصدد ارتكابها داخل المقبرة.