قال مدرسون إن ما يقرب من نصف الاطفال في سن المدرسة في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية في الصومال يتركون الفصول الدراسية لينضموا الى المتمردين الذين يقاتلون لاسقاط الحكومة الصومالية الهشة.ويغري المتمردون الصغار بالمال وبغموض الميليشيا التي تقاتل في بلد تحكمه الفوضى وليس لديه الكثير ليقدمه لهم من عمل أو مستقبل.ولم تقم في الصومال حكومة مركزية منذ الاطاحة عام 1991 بالرئيس محمد سياد بري وتصارع الحكومة المؤقتة الحالية المتمردين من جماعة الشباب الذين يكسبون المال من فرض الضرائب على مستخدمي ميناء كيسمايو.وقال مدرس في مدرسة ابتدائية في المدينة طلب عدم الكشف عن هويته «انهم يحملون بنادقهم في فخر عندما تخلو الفصول الدراسية... القادة الاسلاميون يسعون وراء الاطفال سواء في التجمعات العامة أو في المساجد.»ويخشى العديد من المواطنين الصوماليين جماعة الشباب التي تعلن ولاءها لتنظيم القاعدة بسبب تطبيقها لشكل متزمت من الشريعة الاسلامية بما في ذلك اعدام الناس بتهم السرقة والردة.وكانت الجماعة قد نظمت فيما مضى مسابقات في حفظ القرآن بين الشبان وكانت الجوائز عبارة عن ألغام مضادة للدبابات وكمبيوترات وبنادق (ايه.كيه. 47) للفائزين.محمد قدار (17 عاما) هو أحد الاطفال الذين تركوا التعليم من أجل الانضمام الى الجماعة المتشددة.وهو سعيد كمجند شاب ولا يشعر بالندم لانه ما كان ليحصل على هذا الدخل في أي مكان اخر حتى لو دخل الجامعة بسبب الصراع الذي يشهده الصومال.وقال قدار في مقديشو بعد عودته من قتال شوارع مع القوات الحكومية «تركت المدرسة لانني لم أكن لاحصل على مئات الدولارات في المدرسة. أنا الان في ميليشيا الشباب. وحلمي أن أصبح قائدا في قوات المجاهدين التي ستسيطر على الصومال في العام القادم.»ويحذر محللون صوماليون من عواقب وخيمة اذا ما ترك الصغار تحت رحمة جماعات مثل الشباب التي تستغل الفقر المستشري كوسيلة للتجنيد.وقال أفياري علمي أستاذ التاريخ السياسي لرويترز عبر الهاتف من الدوحة «المخاوف بشأن انضمام العديد من الشبان الى المقاتلين الدينيين والمقاتلين القبليين الذين ينتهجون العنف امر واقع ... علينا أن نفهم أن أغلب هؤلاء يفعلون ذلك لانهم يفتقرون الى فرص العمل والتعليم.»ويعيش العديد من الاباء العاطلين عن العمل مع الحقيقة القاسية لتزايد التشدد بين الصغار. وبعد معاناتهم للحفاظ على أطفالهم يخسرونهم لصالح جماعات مثل الشباب وحزب الاسلام وهي جماعة أخرى متمردة