عادت مؤخرا قضية حرب البيانات إلا أن الجديد هذه المرة هو أن هذه البيانات عبارة عن رسائل مجهولة لا تحمل أي توقيع أو ختم جهة معينة تتحدث بإسم عمال ونقابيين بمركب أرسيلورميتال تتحدث عن ضعف الاتحاد الولائي لنقابة سيدي السعيد بعنابة والذي شجع حسب ذات الرسائل حزب العمال للاستحواذ على نقابة أرسيلورميتال وذلك خلال التجمع المنظم على مستوى المسرح الجهوي بعنابة إلى جانب توجيه عدة اتهامات للأمين العام لنقابة المؤسسة والذي وصف بالزعيم الذي حمل خطابه أهدافا سياسية ومنهجا إيديولوجيا في إطار السياسة العامة للحزب كما يتساءل أصحاب البيانات والذين يتحدثون دائما باسم العمال والنقابيين عن ما إذا كان انهيار المؤسسة وطرد العمال يعني استثمارا أساسيا ناجحا ومكسبا ثمينا حيث ناشد البيان سيدي السعيد التدخل في حال كانت نقابته تسعى لتحطيم المركب في سبيل تزكية السياسة . وقد جاءت الرسالة الثانية كرد فعل بعد تصريحات الأمين العام للنقابة إسماعيل قوادرية التي طالب فيها الدولة بإعادة تأميم مركب الحديد والصلب بالحجار وذلك حسب ما جاء في بيان آخر تسلمت آخر ساعة نسخة منه والذي يؤكد أصحابه على وقوع إسماعيل قوادرية في تناقض بعد مساندته لأراء زعيمة حزب العمال التي أبدت سخطها وتذمرها من سياسة الخوصصة المتوحشة على حد تعبيرها وهو ما يمكن توقعه من مناضلة تدافع عن حقوق العمال في الوقت الذي لم يكن يتوقع أن يقع قوادرية في تناقض بعد أن كان قد أعلن مساندته المطلقة لسياسة الخوصصة التي ساهمت في تحسين الأوضاع داخل المركب خاصة بعد دخول الشريك الفرنسي أرسيلور ميتال. كما تحمل ذات البيانات معلومات تفيد بأن المركب سيشهد حالة غليان واحتقان نقابي وعمالي في ظل عدم تحقيق الوعود التي دعا لها قوادرية عشية عودته إلى المركب بعد إبعاده لمدة شهرين من زيادة في الأجر ومنحة العمل بالتناوب التي وعد بها. تجدر الإشارة إلى أن المركب كان قد شهد حرب بيانات بعد اندلاع فتيل الحرب والنزاع بين نقابة المؤسسة وأعضاء لجنة المساهمة لكن البيانات كانت في كل مرة تحمل أختام وتوقيع رؤساء النقابين قبل أن تعود الأوضاع إلى الاستقرار بعد جلسة صلح جمعت الطرفين على طاولة واحدة لتعود مجددا موجة الغضب والتخلاط داخل المركب بعودة البيانات المجهولة. بوسعادة فتيحة