فيما تمكنت الفرق الأمنية الناشطة ميدانيا من توقيف 40 متظاهرا ممن حاولوا تخريب الهياكل والممتلكات العمومية والخاصة وذلك على غرار الإعتداء والتحطيم الشبه كلي لمقر المديرية الولائية للشركة العامة للأشغال الكبرى للري (G.T.H) وكذا الاعتداء على مقر بنك سوسيتي جنرال بحي الصفصاف، أين حاول العشرات من الانتهازيين الاستيلاء على الأموال المتواجدة بأحد الموزعات الآلية، وحسب ما نقلته مصادر متطابقة «لآخر ساعة» فإن إصابة أعوان فرق مكافحة الشغب جاء إثر رشقهم بوابل من الحجارة والقارورات الزجاجية. الأمر الذي خلف إصابة العشرات منهم بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المصالح الصحية والإستشفائية لتلقي الإسعافات الضرورية والأولية، ياتي ذلك في الوقت الذي انتشرت فيه رقعة السخط والغضب الشعبي وسط أحياء مدينة عنابة كالنار في الهشيم، إذ تجددت المواجهات ظهر أمس بقلب مدينة عنابة، أين حاول مجموعة من الشباب اقتحام مقر مركز الأعمال المتوسطي ( CAM) قبل أن يتفاجأوا بفرق مكافحة الشغب وقوات الأمن التي عملت على تفريق حشود المتظاهرين باستعمال الغازات المسيلة للدموع، كما شهد في سياق متصل حي ديدوش مراد موجة جديدة من انتفاضة الشباب الغاضب، الأمر الذي اضطر القوات الأمنية المختصة إلى مباشرة حملة توقيفات واسعة النطاق بلعت إجمالي حصيلتها اعتقال 40 محتجا وتحويلهم إلى مقرات الأمن أين حررت ضدهم محاضر استماع من طرف مصالح الضبطية القضائية في انتظار تقديمهم أمام العدالة، هذا وقد حاول المئات من المتظاهرين عبر أحياء المدينة تحويل وفود المحتجين نحو مركز المدينة، وساحة الثورة، إلا أن محاصرة الأجهزة الأمنية وتطويقها للوفود الساخطة حال دون تمكينهم من تحقيق مبتغاهم وتخريب وسط مدينة عنابة. اهتز الحي الشعبي «لاكولون» بالتحديد على مستوى شارع ابن باديس الشعبي على وقع مواجهة عنيفة بين أفراد فرقة الأمن لمكافحة الشغب والمئات من الشباب الغاضب وخلال هذه المشادات تهجم المحتجون على الشرطة بعد أن أغلقوا طريق شارع ابن باديس باستعمال العجلات المطاطية المشتعلة وعند مجيئ مصالح الأمن قاموا برشقهم بالحجارة ونظرا للعدد الهائل لهؤلاء المحتجين الذين توزعوا عبر شارع ابن باديس حي لامبيا وكذا حي «الغزالة» لم يتمكن أفراد الأمن من احتواء الوضع بسهولة فاضطروا الاستعمال المركبة المسماة «الفهد» التي دخلت بسرعة فائقة اتجاه المتظاهرين وبذلك في كل مرة كان رجال الأمن يجتازون بضعة أمتار كان في كل مرة المحتجون يفرون نحو الخلف وفي حدود الساعة الرابعة زوالا أقدم المحتجون على قطع الطريق السريع الرابط بين عنابة والحجار مما عرقل حركة المرور ومنع العديد من المواطنين من الالتحاق بديارهم علما أن هذه الطريق تربط بين مدينة عنابة وعدة مناطق سكانية مهمة كسيدي عمار و البوني. من جهة أخرى تمكنت مصالح مكافحة الشغب من إيقاف محاولة لتخريب بلدية البوني بعد أن أقدم العشرات من المحتجين على رشق هذه المصلحة الإدارة العمومية بالحجارة محاولين اقتحامها وتخريبها لتشمل الانتفاضة كل أحياء عنابة والبلديات المجاورة خالد بن جديد.