ووري جثمان الفقيد الثرى بمسقط رأسه ببلدة الشرفة، دائرة مشدّالة ولاية البويرة بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه بمقر جمعية العلماء المسلمين بحسين داي في الجزائر العاصمة. وتاريخ الفقيد حافل بالنضال والانجازات. ففي 23 فيفري 1918، ولد الفقيد ببلدة الشرفة، دائرة مشدّالة، التابعة لولاية البويرة. تعلم مبادئ العربية والقرآن الكريم والتوحيد والفقه، بمسقط رأسه وبالزاوية السحنونية بالزواوة، وبني وّغْليس، على الضفة الشمالية لوادي الصومام في بجاية. وفي العشرين من عمره سافر إلى الجامعة الزيتونية بتونس سنة 1938، ونال شهادة التحصيل في العلوم سنة 1947م، وإلى جانب ذلك كان يقوم بالنشاط الثقافي، وترأس جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين بتونس. وبعد تخرجه عينه رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الإمام الراحل محمد البشير الإبراهيمي أستاذا للبلاغة والأدب العربي، بمعهد الإمام عبد الحميد بن باديس بقسنطينة سنة 1948. كما اشتغل بعدها في عدة مناصب، كما التحق بالثورة وعمل في ميدان الإعلام التابع لها، حيث كان من المجاهدين في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني. وعضو في لجنة الإعلام للجبهة، ومشارك في تحرير جريدة (المقاومة الجزائرية، لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني، وفيها كتب عدة مقالات هامة تحت ركن «صفحات خالدة من الإسلام» يسقط فيها الماضي على الحاضر. وفي عهد الاستقلال جمع الشيخ نخبة من أعضاء جمعية العلماء ومعلميها، لإحباط دعوة تجعل «اللائكية» أساسا للدستور الجزائري المقبل. وكان من أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد دستور الجزائر، حيث ساهم مساهمة إيجابية مع مجموعة من النواب من أهل العلم والجهاد في جعل الإسلام دين الدولة و»العربية اللغة الوطنية الرسمية»، خلافا للتيار التغريبي الذي طالب بإصرار بأن يكون «الإسلام دين الشعب» و»العربية لغة الشعب»، حتى لا يكون للدولة الجزائرية الوليدة أي التزام بتطبيق تعاليم الإسلام، واستعمال اللغة العربية في أجهزة الدولة. تولى رئاسة اللجنة الوطنية المكلفة بالبحث التربوي التطبيقي والتأليف المدرسي، للمرحلتين: الإعدادية والثانوية بوزارة التربية الوطنية، حيث أشرف على تأليف نحو (20) كتابا في القراءة، والأدب، والنقد، والتراجم، والبلاغة، والعروض، والتربية الإسلامية. وعُين وزيرا للشؤون الدينية لمدة ست سنوات (1980 – 1986). وبذل الشيخ شيبان جهدا في افتتاح «جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية» بقسنطينة، وتعيين الداعية المصلح الإسلامي المرحوم الشيخ محمد الغزالي رئيسا لمجلسها العلمي، وتمكينه من إلقاء دروسه المتلفزة المشهورة المتمثلة في حديث الاثنين. ترأس بعثات الحج الجزائرية إلى الأراضي المقدسة (1980-1986(. وبعد تقاعده ساهم في تجديد نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ 1991 بعد صدور الإذن بتكوين مختلف هيئات المجتمع المدني، حيث كان النائب الأول لرئيس الجمعية الشيخ أحمد حماني –رحمة الله عليه-. وداوم على إلقاء دروس دينية في التفسير، والحديث، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، في المساجد، والمراكز الثقافية في العاصمة وغيرها. تولى رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وإدارة جريدة البصائر الأسبوعية، لسان حال الجمعية منذ سنة 1999 م وعلى صفحاتها دافع كما لم يدافع أحد قبله عن الجمعية ورد الشبهات حولها في سلسلة من المقالات تحت عنوان (حقائق وأباطيل(. فرحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعون. تشييع جنازة العلامة عبد الرحمن شيبان بمقبرة الشرفة في جو جنائزي مهيب و بحضور عدد كبير من المواطنين و بعض الشخصيات الوطنية يتقدمهم السيد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية شيعت بعد صلاة الجمعة من نهار أمس جنازة الفقيد الشيخ عبد الرحمن شيبان الوزير السابق للشؤون الدينية و الرئيس الحالي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين . تشييع الجنازة جرى بمقبرة الشرفة التابعة لدائرة مشدالة الواقعة على بعد حوالي 50 كلم شرق عاصمة ولاية البويرة حيث ألقيت النظرة الأخيرة على الفقيد من قبل الحاضرين و ممثلي الزوايا و غيرهم و ذلك قبل تشييعها كما ألقيت كلمات تحدث فيها الحاضرون عن خصال الفقيد الذي كان مثالا للوطنية والإخلاص و الأصالة حيث كان أحد رواد الإسلام و العربية من خلال دفاعه بالكلمة و الكتابة حيث كان له شرف رئاسة جمعية العلماء المسلمين ل 3 عهدات و مفتش عام للتربية الوطنية بوزارة التربية الوطنية و وزير للشؤون الدينية و الأوقاف ما بين سنوات 1980 و 1986 كما كان له شرف تنظيم عدة ملتقيات للفكر الإسلامي و غيرها . الفقيد ترك 4 أولاد