عاد هاجس “الدودة السوداء” ليلقي بظلاله القاتمة على فلاحي عاصمة الكورنيش جيجل وذلك بعد الإنتشار الكبير لهذه الحشرة الضارة بمعظم حقول ومزارع الولاية وهو مادفع بفلاحي هذه الأخيرة الى قرع أجراس الإنذار والتحذير من موسم فلاحي كارثي خاصة اذا لم تتوصل الجهات الوصية الى منح الدعم الكافي للمزارعين من أجل تطويق هذا المارد الجديد .ولم يتوان العشرات من الفلاحين في اعلان حالة الطوارئ بمختلف بلديات ولاية جيجل بعد الإنتشار الكبير لما يسمى “بالدودة السوداء” بحقولهم ومزارعهم التي تحولت بعضها الى أثر بعد عين بعدما أتلفت محتوياتها من المزروعات المختلفة وفي مقدمتها الشمندر الذي دمرت مساحات كبيرة منه شأنه شأن أنواع أخرى من المزروعات التي تعرضت بدورها لأضرار معتبرة ، ولم يتوان عدد من الفلاحين في اعطاء صورة قاتمة عن الإنتشار الرهيب لحشرة “الدودة السوداء” بحقولهم ومزارعهم مؤكدين بأن هذه الأخيرة لم تستثن حتى البيوت بدليل أنها أضحت منتشرة في كل مكان يولون اليه أبصارهم وبالأخص بالبلديات الداخلية التي عرفت درجات حرارة كبيرة خلال الأسابيع الماضية وهو ماساعد أكثر في انتشار وتكاثر هذه الدودة المعروفة بقدرتها الكبيرة على التناسل وخاصة في الأجواء الحارة وهو مايفسر تكاثرها الكبير خلال الفترة الأخيرة مستفيدة من الأجواء الساخنة جدا التي عرفتها عاصمة الكورنيش خلال الصائفة الأخيرة وحتى خلال فصل الخريف حيث لم تنزل درجة الحرارة في أحسن الأحوال عن حاجز ال”25” درجة فوق الصفر .هذا وأكد العشرات من الفلاحين الذين أبدوا تخوفهم من موسم فلاحي كارثي خاصة فيما يتعلق ببعض الأنواع الزراعية التي تشكل مباشرا لهذه لحشرة الدودة السوداء بأنهم قاموا برش هذه الأخيرة بما يكفي من المبيدات الحشرية بيد أن ذلك لم يعط النتائج المرجوة بل ساهم أكثر في تزايد أعداد هذه الحشرة وهو الأمر الذي فسره المختصون بعدم احترام هؤلاء الفلاحين للأعراف العلمية المتبعة في القضاء على هذه الحشرة وقيامهم بعمليات الرش والإبادة في الأوقات الماطرة وكذا في ساعات الصباح الأولى مما يحول دون آداء هذه المبيدات لدورها في القضاء على الحشرة المذكورة ومن ثم زيادة رقعة اتساعها على نحو يهدد بموسم فلاحي كارثي بكل المقاييس .