اعترف سفير المملكة المتحدة في الجزائر، مارتين روبير، بصعوبة الوضعية التي واجهتها السلطات الجزائرية خلال الاعتداء الإرهابي على الموقع الغازي لتيقنتورين. وصرح روبير، مساء أمس بتيقنتورين، الواقعة على بعد نحو 250 كلم من مقر ولاية إليزي بهذا الشأن ان «المملكة المتحدة تعترف بأن عملية (تحرير الرهائن) صعبة جدا ومعقدة للغاية ضد إرهابيين مدججين بالأسلحة». وقال الدبلوماسي البريطاني «نعتقد أن الجزائر تتمتع بتجربة كبيرة في محاربة الإرهاب. لقد رأينا الوضع في الجزائر خلال سنوات التسعينيات»، مؤكدا أن قوات الجيش الجزائري تعاملت ب «أهلية كبيرة» مع هذه الوضعية.وقد أكد الوزير الأول البريطاني دافيد كامرون، يوم الأحد، أن مسؤولية وفاة الرهائن تقع مباشرة على عاتق الإرهابيين الذين شنوا هذا الاعتداء «الجبان» و «الوحشي». وأوضح في تصريح لقناة «بي بي سي» انه «عند التعرض لعملية احتجاز رهائن بهذا الحجم وأمام حوالي ثلاثين إرهابيا مستعدين لأي شيء من الصعب للغاية مواجهة الوضع». وتتواصل حملة التنديد الدولية ضد الإعتداء الإرهابي الجبان، حيث أدانت الحكومة الاسبانية، أمس، في بيان لها «بشدة» الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الموقع الغازي بتيقنتورين (عين أمناس)، معربة في هذا الإطار عن تعازيها لعائلات الضحايا الأبرياء لهذا الاعتداء الإرهابي «الجبان». وجاء في البيان أن «الحكومة الاسبانية تجدد إدانتها الشديدة أمام الأعمال والتهديدات غير المبررة الصادرة عن الإرهابيين وستستمر في الدفاع عن كل الإجراءات الدولية الرامية إلى وضع حد لهذه الآفة»، مضيفا انه «في هذا السياق تعد الأعمال التي تقترف حاليا في منطقة الساحل دليلا على العزم الدولي على محاربة المجموعات الإرهابية» . وأعربت الحكومة الاسبانية بهذه المناسبة «عن تعازيها و تعاطفها مع عائلات الضحايا الأبرياء لهذا الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف عين أمناس بالجزائر». كما أعربت عن «تضامنها» مع حكومات جميع البلدان التي «تعرض رعاياها لهذا الاعتداء الارهابي المزدوج مع احتجاز الرهائن و مع الحكومة الجزائرية بوجه الخصوص«. كما أدانت روسيا «بشدة» الاعتداء الإرهابي الذي استهدف يوم الأربعاء الماضي الموقع الغازي بتيقنتورين ، مجددة تضامنها مع الجزائر في محاربة الإرهاب، حسب ما أفادت به وزارة الشؤون الخارجية الروسية.وأوضح البيان، أن «روسيا تدين بشدة هذا العمل الإجرامي ضد المواطنين الجزائريين و الأجانب». وجددت وزارة الشؤون الخارجية الروسية بهذه المناسبة «تضامنها مع الدولة الجزائرية الصديقة في جهودها الرامية إلى القضاء على التهديد الإرهابي». وأضاف البيان «نعتبر أن الأعمال الإرهابية التي غالبا ما تختفي وراء شعارات دينية لا يمكن أبدا تبريرها». وخلص نفس المصدر إلى أن «هذه الاعتداءات مهما كان المكان الذي نفدت فيه في الساحل وشمال إفريقيا والشرق الأوسط ومهما كانت أهدافها، تعتبر اعتداءات إرهابية يجب أن يتخذ ضدها المجتمع الدولي موقفا متشددا و موحدا». كما أدان وزير الشؤون الخارجية الكندي جون بيرد، الاعتداء الارهابي الذي استهدف الموقع الغازي بعين أمناس واصفا اياه ب «بالمؤسف» و «الجبان». وفي تصريح له أكد بيرد «تدين كندا الاعتداءات المؤسفة والجبانةالتي ارتكبها ارهابيون بمنطقة عين أمناس»، مشيرا الى أن بلده يبقى «شريكا كاملا في المكافحة التي يتم شنها على الصعيد العالمي ضد الارهاب بكل أشكاله». من جهة أخرى، أوضح المسؤول الكندي أنه « بالرغم من عدم توفر تفاصيل دقيقة حول حيثيات الوضع»، فان الممثلين الكنديين ما يزالون «على اتصال وثيق مع السلطات الجزائرية بهدف الحصول على توضيحات أوسع».كما أكد بيرد «نحن لا نعتقد أن كنديين أو اشخاصا آخرين ذوي جنسية مزدوجة (كانوا) يوجدون ضمن الرهائن»، مشيرا الى أن «أحد المقيمين الدائمين بكندا كان يوجد بالمنطقة وقد غادر الجزائر وأن هذا الشخص يوجد في مكان آمن».وتأتي حملة التنديد الدولية موازاة مع أمر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بتشكيل لجنة تحقيق أمنية عالية المستوى وإعطائها كافة الصلاحيات لكشف التقصير، الذي تسبب في عدم فاعلية إجراءات الأمن المشددة في منع الهجوم على منشأة الغاز تيقنتورين.