بمجرد حلول شهر رمضان يتحول ليل مدينة عنابة إلى نهارا تملؤه السهرات على الشواطئ و تحت سماء ساحة الثورة حتى صباح اليوم الموالي لعل من أكثر الأشياء التي تجلب سكان المدن الداخلية و حتى الساحلية الوسطى و الغربية لقضاء شهر رمضان الذي تزامن مع حلول فصل الصيف بجوهرة المتوسط بونة هو أن المدينة تستقظ ليلا بعادات اكتسبها الوافدون عن سكان عنابة فالليل يتحول إلى نهار و النهار ينقلب ليلا هناك تنعكس الآية لترسم صورة من صور السهرات الفريدة من نوعها التي لا نراها إلا نادرا حيث تضرب العائلات موعد عند ساعة الإفطار على شاطئ البحر و تراهم مصطفين على الكل يتقاسم ما طبخه مع جاره أو أحلى صورة الأصداء الذين قدموا من مختلف الأحياء للالتقاء عند شاطئ رشيد فلاح أو ريزي عمر لتناول الفطور هذا إذا تم استثناء باقي الشواطئ و هي العادة التي اكتسبها سكان المدينة لإحتفاء لمسة خاصة على رمضان في فصل الصيف إلى جانب السهرات التي لا تتوقف حتى حدود الساعة الثالثة صباحا غطاء ساحة الثورة حيث يبدو المكان الذي تبهرك أضواؤه كأنه خلال النهار وسط حركة غير عادية والتي لا تنتهي إلا بعد تناول أغلبية العائلات للسحور قبل التوجه إلى المنزل هذا وترسم طاولات الشواء التي تصنع ديكورا خاصا على شواطئ البحر ولوحة مميزة تنفرد بها الولاية دونا عن الولايات الأخرى حتى ساعة متأخرة من الليل فيكون سحور العنابيين وزوار المدينة ما لذ وطاب مما يعرضه أولئك الباعة وغير بعيد عنهم طاولات بيع الشاي وكذا جلسات الشيشة التي تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح وبمجرد أن تظهر أول خيوط النهار ترى الجميع يعود أدراجه إلى البيت لينام ساعات يتوجه بعدها البعض إلى العمل فيما يبقى الجميع نياما إلى موعد أخر مع السهرات التي لا تنتهي إلا بانتهاء الشهر الفضيل .