حذرت وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها في الجزائر، داعية إياهم إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة لدى تنقلهم إلى بعض المناطق في الجزائر بدعوى انتشار خطر الإرهاب فيها، وتأتي هذه الدعوة أياما قليلة بعد إثارة مشكل رهبان تبحرين وتوجيه أصابع الاتهام للجيش الوطني الشعبي بالتورط في اغتيالهم. أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الأربعاء الفارط بيانا زعمت فيه أن خطر العمليات الإرهابية في الجزائر مازال مرتفعا، حيث أن الوضع الأمني عرف منذ الربيع الفارط تزايد اعتداءات الجماعات الإرهابية ضد قوات الأمن خاصة في بعض المناطق مثل: المدية، بسكرة، وبومرداس. وجاء في ذات البيان إشارة إلى تجدد التهديدات من طرف ما يعرف ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ولاسيما في منطقة القبائل والشرق والوسط، كما تضمن البيان أيضا تحذيرات خاصة بالرعايا الفرنسيين الذين يزورون الجنوب وهذا بعد أن أشار إلى أن نشاط الجماعات الإرهابية مازال مستمرا في هذه المناطق، مذكرا بقتل الرهينة البريطاني إيدوين داير. وعليه وضعت الخارجية الفرنسية عدة شروط أمنية يجب على الرعايا الفرنسيين أخذها بعين الاعتبار لدى زيارة المناطق المذكورة، ومنها ضرورة توفير الحراسة اللازمة، والابتعاد عن الطرق الثانوية غير المراقبة، كما اقترح أن يتم سفر الرعايا الفرنسيين إلى الجنوب بواسطة وكالات سياحية معتمدة. المخاوف التي تثيرها باريس في هذا الوقت بالذات تجاه الوضع الأمني في الجزائر، جاءت على طرفي نقيض من تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني الذي أكد في تصريحات له مؤخرا أن عدد الإرهابيين الناشطين حاليا أقل بكثير مما كان عليه قبل أشهر، وهذا بفعل الضربات الموجعة التي تلقتها هذه الجماعات الإرهابية من طرف قوات الأمن. تحذيرات الخارجية الفرنسية، لم تأت بمنأى عن الأزمة التي نشبت مؤخرا بين الجزائر وباريس بسبب تشكيك الملحق العسكري الأسبق بسفارة فرنسابالجزائر في أن يكون رهبان تيبحرين قد تم اغتيالهم من طرف عناصر الجيا، متهما الجيش الوطني الشعبي بذلك، وقد شكلت هذه التصريحات بدورها مادة دسمة لتحامل أطراف فرنسية على الجزائر، وقد تم تعزيز هذا التحامل بتصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي دعا الجزائر إلى إظهار الحقيقية حول هذه القضية.