تؤكد الكثير من المعطيات أن التدخل العسكري الأجنبي في شمال مالي، تحت قبعة الأممالمتحدة، أو عبر أشكال أخرى قد بدأ يتجسد في الميدان، ويبدو أن النيجر المجاورة سوف تشكل قاعدة لهذا التدخل، خصوصا بعد تصريحات رئيسها ووزير للخارجية، وورود معلومات عن وصول طبيعة من المستشارين العسكريين الأوربيين إلى هذا البلد. كشفت مصادر مسؤولة في النيجر أن طليعة من المستشارين العسكريين ومستشاري الأمن الأوروبيين وصلت إلى شمال هذا البلد، في مهمة ذات صلبة مباشرة بتعاظم خطر المجموعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة التي تسيطر على شمال مالي، وفيما لم يقدم الاتحاد الأوروبي تفاصيل جديدة تضاف إلى معلومات قدمها في السابق عن تخصيص 150 مليون أورو )187 مليون دولار( لتحسين الأمن في منطقة الساحل، صرح ضابط كبير في جيش النيجر لوكالة الأنباء البريطانية قائلا: »لدينا أكثر من 30 خبيرا عسكريا ومدنيا أوروبيا يعاينون الوضع الأمني في الشمال«، وأضاف المسؤول أن الخبراء أرسلوا إلى منطقة أجاديز في النيجر في إطار خطط للاتحاد الأوروبي لتقديم تدريب ومشورة لقوات النيجر في مجال محاربة الإرهاب، وأضاف بأن »مسألة إقامة قاعدة أجنبية ليست مطروحة«، في حين أوضح وزير دفاع النيجر محمود كاريديو أنه يوجد مستشارون في النيجر في إطار اتفاقيات ثنائية مع الولاياتالمتحدةوفرنساوالجزائر لكن وجودهم مؤقت، وقال مسؤول في وزارة الدفاع، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه سيتم نشر بعثة الاتحاد الأوروبي في نهاية جويلية قبل الموعد المقرر بعدة أشهر، وواصل ذات المسؤول: »في البداية كان مقررا نشر البعثة في سبتمبر ولكن نظرا لتدهور الوضع الأمني في المنطقة جرى تسريع الاستعدادات«. ويعتبر النيجر من أكبر الداعين إلى التدخل العسكري الأجنبي في شمال مالي تحت أي قبعة كانت، وكان وزير خارجيته محمد بازوم، دعا في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية )آر.أف.إي( إلى »التدخل العسكري المباشر« بدعم من فرنساوالولاياتالمتحدةوالجزائر، في شمال مالي الذي تحتله مجموعات مسلحة مختلفة هي حركة أنصار الدين لأياد غالي، وحركة الجهاد والتوحيد بغرب إفريقيا، فضلا عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وأضاف: »إن التدخل العسكري المباشر هو الحل الوحيد المتبقي في الجعبة لمحاربة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكل من يتحالفون معه أو يعملون إلى جانبه«، مستطردا بأن »النيجر سيكون جاهزة للمشاركة بحصة مهمة جدا وسيكون نصيبها من هذه القوة، في أقل احتمال، ثلاثة آلاف جندي«، منتقدا من جهة أخرى الجزائر التي لا تزال ترفض التدخل عسكريا في شمال مالي، مع العلم أنه سبق لرئيس رئيس النيجر محمد إيسوفو أن صرح للقناة الإخبارية الفرنسية »فرانس 24« قائلا: »لدينا معلومات حول وجود عناصر جهادية من أفغانستان وباكستان في شمال مالي، يقومون بتدريب العناصر الجهادية التي تم تجنيدها في غرب أفريقيا«، وأشار في نفس السياق إلى وجود معلومات مؤكدة أيضا حول معسكرات للتدريب لعناصر إسلامية من جماعة باكو حرام النيجيرية بجاو بشمال مالي، مضيفاً أنه في شمال مالي توجد جماعات جهادية إلى جانب مهربي المخدرات مع وجود عمل تنسيقي في المنطقة الواقعة ما بين الصحراء وحتى الصومال. وكشفت مصادر إعلامية فرنسية في وقت سابق عن تورط قطري في دعم الحركات الجهادية في شمال مالي، ولم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي »جان إيف لو دريان« أن تتدخل فرنسا عسكريا في شمال مالي تحت قبعة أممية.