خاضت الدكتورة حبيبة محمدي، أمس، مطولا في تفاصيل التضحيات التي قدمتها المرأة الجزائرية بوصفها مكافحة مجاهدة مناضلة وشهيدة، مؤكدة أن المرحلة المقبلة لا تقل فيها أهمية المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة عن التي عرفتها إبان الثورة التحريرية. اعتبرت الدكتورة التي فاضت أعينها دامعة بعد أن توقفت مطولا في التضحيات التي قدمتها المرّأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية، وطيلة مسيرة الجهاد عبر المقاومات التي خلدتها القائدة فاطمة النسومر من العنصر النسوي، وهنا قالت المتحدثة «إن خيطا رفيعا يربط بين المرأة الجزائرية بالأمس بوصفها صاحبة دور عظيم في الكفاح المسلح ضد الإستعمار، وبين المرأة اليوم ذلك النموذج الذي انتزع حقوقه بقوة الحق والعمل والجهاد والنضال، وكذا النموذج الأمثل للمواطن الصالح عبر التاريخ«. وأضافت بالقول »من له جذور لا بد أن تنبت له جذور قبل تضيف أن المرأة كانت جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في قلب الحدث الوطني وفي رحاب الكفاح من اجل العزة والكرامة والاستقلال والحرية لا بد أن نلقي على الضوء على دورها هذا رغم صعوبة توفر المراجع التي تناولت دور المرأة الجزائرية أنذالك. واستطردت محمدي متسائلة »من هو المواطن الصالح وما مفهومها؟«، وأضافت أن المواطنة الصالحة لا يمكن أن تحكمها الفوارق الاجتماعية أو اقتصادية، أو إيديولوجية، مؤكدة أن جوهر المواطن الصالح سواء رجل أو إمراة هو أن يكون لهما دور في بناء المجتمع وتكوين ثقافة وتأسيس النظم الاجتماعية له التي على إثرها يمكن للمجتمع كله الإستهداء بها. وعلى هذا الأساس، وفي ظل الوقوف أمام حصيلة الإنجازات الكبيرة بعد خمسينية كاملة من الاستقلال، اعتبرت د. حبيبة محمدي أستاذة بجامعة الجزائر 02 أن حزب الأفلان الذي تحمل مسؤولية بناء الدولة بعد الاستقلال وتقبل كل مصائب ومحن الوطن، أخذ العبرة من ماضيه العتيق، وأضافت »الأفلان أصبح الحزب الوحيد صاحب المصداقية بعد أن قدم انجازات ملموسة فلا بد أن تتواصل رسالة أول نوفمبر ليجسد شعار حزب قائد في وطن رائد في ظل نظرة استشرافية راقية«. ولم تخلف المتحدثة أن الأفلان يستمد مرجعيته من الرصيد التاريخي للحركة الوطنية، معتبرة أن مقومات الأفلان لا غبار عليها، قبل أن تعود إلى المكاسب التي حققتها المرأة في موعد تشريعيات ماي الماضي من خلال حصد النساء لأكثر من 148 مقعد نسوي في البرلمان، وأضافت أن حزب جبهة التحرير الوطني التزم بتطبيق قانون ترقية حظوظ المرأة في المشاركة السياسية.