دعا أمس الاتحاد العام للعمال الجزائريين التجار إلى التعقل وعدم استغلال رمضان المُعظم وهو شهر الرحمة والغفران في المُضاربة والربح على حساب العائلات الجزائرية الفقيرة والمتوسطة، وأعلن عضو قيادي بهذه المنظمة أن المركزية النقابية بالتنسيق مع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي سترفع عما قريب سلسة من الاقتراحات حول التحكم في الأسعار وحماية القدرة الشرائية للعمال والمواطنين على طاولة الرئيس بوتفليقة . حسب الأمين الوطني المُكلف بالعلاقات العامة على مستوى الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أحمد قطيش، فإن الاقتراحات التي عكفت قيادة المركزية النقابية على تحضيرها منذ شهر ماي الماضي بالتنسيق مع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في إطار لجنة مشتركة بين الطرفين والتي سيتم رفعها قريبا إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قصد تجسيدها على أرض الواقع في إطار قوانين، تهدف أساسا إلى التحكم في الأسعار واستقرارها والحد من المُضاربة التي يلجأ إليها التجار في كل المناسبات سواء كانت دينية أو غيرها، وشدد المتحدث على أن الاقتراحات التي تم إعدادها جاءت بعد مشاورات واسعة لدى إدارات مركزية ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني . وبخصوص الارتفاع المحسوس الذي شهدته مختلف أسعار الخُضر خلال اليومين الأخيرين وهو نفس الشيء الذي تشهده منذ أكثر من أسبوعين أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، أرجع مُحدثنا السبب الرئيسي للمُضاربة باعتبار أن عدة أنواع من الخُضر هي الآن في موسمها، وذهب يقول في هذا السياق »المُضاربون لا يُريدون إلا مصلحتهم الخاصة وهم دائما يلجأون إلى احتكار عدة مواد قبل أي مناسبة بمدة معينة«، وبرأي العضو القيادي بالاتحاد العام للعمال الجزائريين، فإن للمواطنين لهم دور كبير في ضبط الأسعار إذا ما أرادوا وذلك عبر مُقاطعة كل المواد التي يرتفع ثمنها بشكل غير عادي. وفي رده على سؤال حول ما إذا سيتم رفع الاقتراحات الخاصة بضبط الأسعار وحماية القدرة الشرائية التي أعدها الاتحاد العام للعمال الجزائريين والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي إلى الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة خلال شهر رمضان أم خلال الدخول الاجتماعي المقبل، ذهب مُحدثنا يقول » العمل في نهايته ولغاية الآن لم يتم الفصل في ذلك لكن ما أُؤكده هو أن قيادة المركزية النقابية تضع ملف ارتفاع السعار والقدرة الشرائية على رأس اهتماماتها في القوت الراهن«. تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مختلف الأسعار ارتفاعا محسوسا، بحيث ارتفع أمس سعر الكيلوغرام الواحد من القرعة بأسواق العاصمة إلى 90 دج بعدما كان يتراوح بين 30 و40 دج والبصل إلى 50 دج بعدما كان يتراوح بين 35 و40 دج والخيار إلى 70 دج والسلاطة إلى 100 دج والفلفل الحار إلى 120 دج والجزر إلى 80 دج، كما ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 400 دج والسكالوب إلى 780 دج ولحم الغنم إلى 1350 دج ولحم البقر إلى 900 دج. في سياق متصل كان اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين أكد أمس الأول بأن الأسعار ما تزال مرتفعة مرجعا ذلك إلى ما أسماه »الفوضى العارمة التي تطبع السوق الجزائرية«، وطالب على لسان أمينه العام صالح صويلح، بضرورة تسقيف الأسعار ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 ألف دج إذا كانت هناك نية لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.