يؤكد الرئيس المدير العام لشركة سياحة وأسفار الجزائر، الطاهر ساحري، أن الاستعدادات للتكفل بحوالي 3 آلاف حاج خلال الموسم الجاري تجري في أحسن الظروف، ويلتزم بأن يتم تجاوز المشاكل التي تمّ تسجيلها في السنوات القليلة الماضية خاصة ما تعلّق منها بالاضطراب في الرحلات الجوية، فيما أعلن أن علاقة الشركة العمومية مع السلطات السعودية سمح لها بتقديم خدمات نوعية لحوالي 9 آلاف معتمر هذا الموسم . حققت شركة سياحة وأسفار الجزائر »أرقاما نوعية« خلال الموسم الحالي للعمرة والحج بحسب الانطباع الذي تركه مسؤولها الأول الرئيس المدير العام الطاهر ساحري الذي أكد في لقاء مع »صوت الأحرار« أن النتائج إيجابية حتى الآن قبل الدخول في مرحلة التحضير الجدي لموسم الحج المرتقب مباشرة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك. وتفيد التقديرات التي أوردها أن هذه الشركة حافظت على ريادتها في التكفل بعدد المعتمرين الجزائريين الذين تجاوزوا حتى الآن 9 آلاف معتمر تم التكفل بهم منذ المولد النبوي الشريف، وهو ما قدّر بأنه »رقم لا بأس به«. وعلى هذا الأساس لم يتوان ساحري في وصف الحصيلة ب »الإيجابية« واعتبار الموسم الحالي »ناجحا بكل المقاييس«، حيث أشار إلى أن كل الظروف كانت مهيأة من طرف شركة سياحة وأسفار الجزائر، دون أن يغفل التذكير ب »التسهيلات الكبيرة والجهود الجبارة« التي قدّمتها سلطات المملكة العربية السعودية بداية من قنصلها في الجزائر، لافتا إلى أن بنود العقد المبرم بين الجانبين »تم احترامها خاصة ما تعلّق بنوعية الإقامة التي حصل عليها معتمرونا«. وفي سياق ردّه على سؤال حول إن كانت الشركة تحصل على تسهيلات خاصة من السلطات السعودية لاعتبارات ذات صلة بكونها متعاملا عموميا بخلاف الوكالات الخاصة، نفى الطاهر ساحري أن يكون الأمر مرتبطا ب »امتيازات لأننا ننتمي إلى القطاع العمومي«، بل على عكس ذلك فهو مقتنع بأن هذا النجاح مردّه »الميدان الذي يُعدّ المقياس الحقيقي للنجاح المحقق خصوصا من حيث الخدمات التي نقدمها للمعتمرين«، مضيفا أن الجزائريين هم الذين يضعون الثقة في الشركة التي يتولى تسيير شؤونها. وعلى مقربة من انقضاء موسم العمرة أوضح المتحدّث أن الأسعار التي تطبقها الشركة تبقى في متناول الجميع باستثناء اعترافه بأنها ترتفع نسبيا خلال شهر رمضان المعظم وبالأخصّ في العشر الأواخر التي تتراوح فيها التكلفة الإجمالية بين 18 مليون سنتيم و28 مليون سنتيم مع احتساب تذكرة السفر، أما في الحالات العادية فإنها لا تتعدّى عموما سقف 14 مليون سنتيم. وقد أرجع ساحري هذا الاختلاف إلى الزيادة التي تعرفها الإقامة في الفنادق بالإضافة إلى ارتفاع الطلب في مثل هذه الفترة بالذات، ووفق المعطيات التي قدّمها فإن عدد المعتمرين الجزائريين مرشح أن يصل إلى حوالي 230 ألف خلال هذا الموسم. قادرون على التكفل بأكثر من 3 آلا حاج ولا تختلف النظرة التفاؤلية للرئيس المدير العام لشركة سياحة وأسفار الجزائر حيال التحضيرات الجارية من أجل التكفل ب 3 آلاف حاج جزائري الموسم الحالي، وهي الحصة التي منحها إياها الديوان الوطني للعمرة والحج، حيث طمأن الطاهر ساحري قائلا: »نظرتنا للحج هي نفس نظرتنا للحج وبالتالي نحن دائما نلتزم بالجدّية المطلوبة«، معترفا بأن بُعد بعض فنادق الإقامة للحجاج سوف لن يُشكل أي عائق بالنسبة للشركة في أداء المهمة المسندة إليها »نحن نُقدّر بوجود صعوبات وتحدّيات ولكننا في المقابل نُقدّم تجربتنا وخبرتنا في هذا المجال الذي ننشط فيه منذ اكثر من 30 عاما«. ويستطرد المتحدث بكثير من الصراحة بخصوص اجواء الإقامةفي المملكة العربية السعودية »حتى لا نُتهم بالغش نؤكد أن مقر السكن الذي سنوفره لحجاجنا الميامين سيكون مرة أخرى بعيدا نسبيا عن الحرم المكي وعلى حجاجنا أن يستوعبوا ذلك ويتفهموا«، موضحا في ذات الشأن أن »عمليات الهدم التي طالت بعض العمارات والمقرّات السكنية لم يسمح بتأجير فنادق قريبة وبالتالي فإن أقرب هذه الفنادق تتواجد عللى مسافة تبعد بين 600 متر و1800 متر عن الحرم المكي«، وباستثناء هذا الإشكال الذي لا يقع على الحجاج الجزائريين فحسب »فإن باقي الخدمات ستكون أحسن« يُجزم ساحري. وكانت شركة سياحة وأسفار الجزائر تتكفل في السنوات الماضية بعدد معتبر من الحجاج الجزائريين وصل حتى 27 ألف حاج، لكن السياسة الجديدة التي تبنتها مصالح وزارة الشؤون الدينية عن طريق إنشاء ديوان العمرة والحج بإشراك الوكالات السياحية الخاصة قلّصت حصة هذا المتعامل العمومي إلى حدود 3 آلاف حاج بعدما كان في 2010 حوالي 7 آلاف حاج. ورفض الطاهر ساحري التعليق على هذه الإجراءات وسجل أنه »نحترم قرار توسيع مجال التكفل بالحجاج إلى 32 وكالة سياحية، وشركتنا على أتمّ الاستعداد للتكفل بحصتها رغم أننا قادرون على أن نتكفل بعدد أكبر بكثير بالنظر إلى الإمكانيات البشرية والمادية التي نحوزها«. مستعدون لمواجهة مشكلة تذبذب الرحلات وفي سياق متصل بالتحضيرات الجارية لإنجاح موسم الحج كشف ساحري أن شركة سياحة وأسفار الجزائر وضعت في الحسبان ظاهرة التذبذب في برنامج الرحلات الجوية الذي يعتبر مشكلا يتكرّر كل عام، وهو ما أوضح بأنه سيتم العمل على تجنبه قدر الإمكان بالتنسيق مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية وكذا نظيرتها في المملكة السعودية، ولفت إلى أنه »إذا حصل هناك أي إشكال فنحن كمتعاملين لدينا تجربة طويلة مع مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تخرج عن نطاقنا، وسنحرص على إبلاغ حجاجنا الميامين بالأمر قبل وقوعه لتفادي أية معاناة«. وقد استند محدّثنا في هذا التفاؤل إلى ما وصفه ب »علاقة الثقة الوطيدة التي تجمعنا مع مختلف الأطراف والمتدخلين في تنظيم موسم العمرة والحج«، مجدّدا الإشادة بالتسهيلات التي تمنحها سلطات المملكة العربية السعودية بداية من مصالح القنصلية وصولا إلى التكفل النوعي بضيوف الرحمان كل موسم. ورفض تحميل شركة الخطوط الجوية الجزائرية مسؤولية المشاكل المتكرّرة في الاضطراب الحاصل على رحلات العودة بالخصوص، متكفيا بالقول: »نحن حريصون كل الحرص على أن تكون علاقتنا جيّدة مع كل المتدخلين«. سنجلب 400 سائح أجنبي إلى الجزائر وبعيدا عن أجواء العمرة والحج فإن شركة سياحة وأسفار الجزائر لها تجربة كبيرة مجال النشاط السياحي من خلال الترويج الذي تقوم به عن طريق تنظيم مخيمات صيفية ورحلات سياحية للجزائريين إلى عدة مناطق من الوطن طيلة فترات السنة، ويمتد هذا النشاط إلى السياح الأجانب في إطار سياسة الاستقطاب، حيث يؤكد الطاهر ساحري أن الشركة طوّرت برنامجها الاستماري ما جلعها تنجح في استقطاب 300 سائح أجنبي خلال العام الماضي، متوقعا أن يفوق هذا الرقم 400 سائح خلال السنة الجارية. وحتى وإن اعتبر محدّثنا أن هذا الرقم متواضع جدّا قياسا بالإمكانات السياحية التي تتوفر عليها الجزائر، فإنه يرى فيه مجرّد »بداية مشجّعة« لاسيما لدى إشارته إلى أن هذا القطاع لا يزال يدفع ثمن الظروف الأمنية التي تمرّ بها بعض مناطق البلاد، وأكثر من ذلك تحدّث عما أسماه »الأداء الفندقي السلبي« وكذا »المحيط العام غير الملائم لتكون فيه السياحة الجزائرية متطوّرة«، ويوضح أيضا أن ضمن برنامج الشركة توسيع وتطور نشاطها لكن علّق ذلك بمدى توفر الشروط الكفيلة بذلك. السفارة السعودية تقدّم 14 ألف تأشيرة يوميا للجزائريين أثنى عضو مجلس الإدراة بشركة سياحة وأسفار الجزائر، جمال جعادي، على التسهيلات التي تقدمها سفارة المملكة العربية السعودية في الجزائر، حيث كشف أن الخدمات على مستوى هذه المصالح »تحسنت بشكل لافت منذ تعيين علي الحصّان على رأس القنصلية السعودية في بلادنا«. وأفاد في تصريح ل »صوت الأحرار« بأن مصالح السفارة السعودية تقدم يوميا حوالي 14 ألف تأشيرة للجزائريين من أجل تمكينهم من أداء مناسك العمرة، ويرى في هذا الرقم مؤشرا على التسهيلات التي تحظى بها الجزائر في هذا المجال وعلى خصوصية العلاقات التي تجمع البلدين. ومن خلال هذه المعطيات لا يستبعد جمال جعادي أن يصل عدد المعتمرين الجزائريين مع نهاية الموسم الحالي حوالي 240 ألف ليتجاوز بذلك كل الأرقام المسسجلة في المواسم السابقة، مشيدا في الوقت نفسه بمستوى الأداء وكذا الخدمات التي تقدمها شركة سياحة وأسفار الجزائر التي تشغل 400 موظف دائم ولها 30 وكالة ولائية، وذكّر بعملية التأطير المتميزة مع الاستناد على مرافقة طبية زيادة على وجود الأئمة الذين يصطحبون الأفواج في المدينةالمنورة لتسهيل آداء مناسك العمرة والحج.