لا تزال أسعار الخضر والفواكه واللحوم تعرف ارتفاعا جنونيا بعد انقضاء عطلة العيد بوهران، الأمر الذي لقي استياء واسعا من قبل المواطنين والذين اندهشوا للغلاء الفاحش الذي نخر قدرتهم الشرائية على مقربة من الدخول الاجتماعي. بدخول الأسبوع الثاني بعد عيد الفطر، توقّع سكّان وهران أن تنزل أسعار مختلف المواد الاستهلاكية وتستقر على ما كانت عليه قبل شهر رمضان، خصوصا وأنّ موسم الصيف هو موسم بعض الخضر والفواكه التي تتقهقر أسعارها عادة وتصبح في متناول الجميع، إلاّ ما حدث خرق كلّ التوقّعات بعاصمة الغرب، حيث عرفت أسعار مختلف المواد الاستهلاكية ارتفاعا خياليا، على رأسها البطاطا التي تباع ب 100 دج بعدما كانت ب 40 دج فقط للكيلوغرام والطماطم ب 120 دج، وكذا الأمر بالنسبة لأسعار الفواكه وأسعار اللحوم التي ارتفعت إلى 1400 دج للكيلوغرام من لحم الخروف و400 دج للكلوغرام من الدجاج، الأمر الذي دفع المتسوقين إلى الإحجام عن الشراء نظرا للغلاء الفاحش طيلة أيّام العيد وما بعده، زيادة على أزمة الحليب والخبز هذا الأخير الذي ارتفع سعره إلى 50 دج للوحدة يومي العيد، بعيدا عن أنظار الرقابة. وقد أرجع التجّار هذا الغلاء إلى إغلاق أسواق الجملة ونقص التموين طيلة أسبوع العيد، مع تسجيل ارتفاع في الطلب على مختلف المواد الاستهلاكية بسبب تدفق عدد كبير من الزوار على وهران بعد العيد لاستغلال عطلة الصيف المتبقية قبل الدخول الاجتماعي الذي لم يتبق له غير نحو أسبوعين. وأدّى الازدحام الكبير الذي تعرفه وهران هذه الأيّام إلى تهافت كبير على الأسواق والمحلات والمطاعم هذه الأخيرة التي لم يعد لها قدرة على تلبية جميع الطلبات واضطرت إلى الإغلاق باكرا بعد نفاذ مأكولاتها، فيما أرجع آخرون هذا الارتفاع في الأسعار إلى المضاربة من قبل التجّار والتلاعب بالأسعار بصفة عشوائية في ظلّ غياب الرقابة والأمر سيان بالنسبة للنقل، حيث يفرض »الكلوندستان« منطقهم وترتفع تسعيرة النقل من وهران إلى عين الترك على سبيل المثال إلى 400 دج في حين أن التسعيرة القانونية هي 50 دج فقط. القفزة الهائلة في الأسعار تهدّد بانفجار اجتماعي خصوصا ونحن على أبواب الدخول الاجتماعي، إذ تحضّر العائلات لالتحاق أبنائها بالمدارس بنفس منهك، وتعرف مراكز البريد هي الأخرى ازدحاما كبيرا لسحب الأموال استعدادا للمصاريف المقبلة.