قال السيد عمار غول بأن حزبه »تاج« الذي هو بصدد الإنشاء سوف يكون مفتوحا أمام جميع التيارات من إسلاميين ولائكيين وتروتسكيين وقوميين ووطنيين. وقبله كان السيد جاب الله قد قال نفس الكلام عن حزبه الحرية والعدالة الذي مني بهزيمة نكراء في الانتخابات التشريعية الماضية. إن هذا التوجه الجديد في فكر الأحزاب في الجزائر يدخل ضمن سياسة العبث التي بتنا نعيشها مؤخرا لأن مفهوم الحزب في حد ذاته يعني وحدة التوجه والخط والمفهوم والرؤية السياسية لتسيير الشأن العام على أساس ايديولوجي محدد، لذا فإن لجوء بعض السياسيين إلى هذه الحيلة المكشوفة ليس بريئا، بل هو تعبير عن عجزهم عن تكوين أحزاب حقيقية بمناضلين يؤمنون بنفس الفكرة ونفس التوجه وهذا هو المفهوم الصحيح للحزب كمؤسسة محددة الأطر والايديولوجيا. هذا النوع من الأحزاب الغربية لا يهدف إلا لتضخيم صفوفه حتى لو كان من خلال جمع كل المتناقضات، وهذا بدوره يفتح الباب واسعا امام كل الانتهازيين سواء كانوا يحملون أفكارا وخيارات سياسية أم لا. لقد رأينا كيف تصدع حزب جاب الله بسهولة لأنه اعتمد على هذا الأساس التنظيمي وها هم الانتهازيون الذين انضموا إليه في ساعة مجده يغادرونه زرافات ووحدانا نحو حزب غول على أمل الحصول على المكاسب والمراتب دون نضال أو ايديولوجيا ولا هم يحزنون! طبعا سيجد السيد عمار غول آلاف الملتحقين بالسفينة الجديدة ولكنه سيلقى حتما نفس مصير حزب جاب الله. إن الوضعية الكارثية التي آل إليها العمل الحزبي والسياسي في الجزائر بسبب سياسة النفع والانتفاع المنتهجة والتي قضت على الفكر النضالي ودمرت مفهوم الولاء للفكرة بدلا من الأشخاص ستؤدي حتما إلى توالد المزيد من الأحزاب الافتراضية، بدءا من الأرندي ووصولا إلى عمار غول وغيرهما مما يعني أن أزمة الإصلاحات الحقيقية مؤجل مادام استنساخ التجارب الفاشلة قد أصبح السيناريو المفضل.