أكد سفير الجزائر بمالي عبد الكريم غريب أمس، استعداد الجزائر الكامل لإنجاز بنى تحتية لسكان ثلاث مناطق في شمال مالي وهي غاو وتومبوكتو وكيدال، معتبرا من المهم تطوير المناطق المحرومة من أجل تعزيز السلم والأمن في المنطقة، ومن جهة أخرى أشار الناطق باسم المتمردين الطوارق سابقا حمادة اغ بيبي إلى أن وساطة الجزائر كانت أساسية في تحقيق السلم في المنطقة. حسب ما أسفر عنه آخر اجتماع بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق في باماكو بمناسبة مرور ثلاث سنوات عن توقيع اتفاق الجزائر، أطلقت حكومة مالي أمس برنامجا لاستيعاب عشرة آلاف شاب من قدماء المحاربين أو العاطلين عن العمل في كيدال شمال مالي. وخلال الحفل الرسمي لهذه المناسبة، والذي حضره المئات من المقاتلين السابقين، أوضح سفير الجزائر بمالي عبد الكريم غريب أن من المهم تطوير المناطق المحرومة من أجل تعزيز السلم، معتبرا أن نزع السلاح وبقاء المقاتلين السابقين في الث كنات يعد خطوة كبيرة في العودة الدائمة إلى السلام في شمال مالي. وأكد غريب من جهة أخرى استعداد الجزائر لإنجاز بنى تحتية لسكان ثلاث مناطق في مالي وهي غاو وتومبوكتو وكيدال، أي مركز تدريب مهني ومراكز صحية، وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن كلا من الحكومة الجزائرية والمالية قد وفرتا أكثر من مليار فرنك إفريقي أي ما يعادل 1.5 مليون أورو لمشروع الاستيعاب المنصوص عليه في اتفاق الجزائر عام 2006. من جهته، شكر الناطق باسم المتمردين الطوارق سابقا حمادة اغ بيبي الجزائر على استعدادها الكامل للمساعدة في تحسين الظروف الاجتماعية شمال مالي، كما شكر من جهة أخرى، رئيس الدولة المالي الذي فضل انتهاج سياسة الحوار لتسوية الأزمة وقال في هذا الصدد « لولا وساطة الجزائر وحكمة الرئيس امادو توماني توري لما كنا هنا اليوم نحتفل بالسلم«. جدير بالذكر أن الرئيس المالي أمادو توماني توري كان قد كشف في تصريحات إعلامية سابقة عن تنسيق أمني مع كل من الجزائر وليبيا من أجل مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، وهي الإستراتيجية التي أكد المتمردون الطوارق انضمامهم إليها خلال آخر اجتماع لهم مع الحكومة المالية.