وجهت الجزائر طلبا إلى روسيا يتعلق بشراء غواصتين متطورتين من طراز» 636 أم« والتي تعمل بالديزل، يطلق عليها الأمريكيون اسم »الموت الصامت«، ليرتفع عدد الغواصات روسية الصنع التي ستكون بحوزة البحرية الجزائرية إلى ستة غواصات. قالت صحيفة »كوميرسانت« في عددها لنهار أمس، استنادا إلى مصادر في وزارة الدفاع الروسية أن الجزائر قد وجهت طلبا إلى روسيا لبناء غواصتين أخريين من مشروع »636 أم« والتي تعمل بالديزل، على غرار الغواصتين اللتين استلمتهما عام 2010، ووجه الطلب بشكل خاص إلى مؤسسة »روس ابورون اكسبورت« لبناء غواصتين من مشروع »636 أم« (كيلو)، حسب تصنيف الحلف الأطلسي ، وهو ما أكده خبراء روس في مجال تصدير الأسلحة، وصرح أحد هؤلاء الخبراء للصحيفة الروسية المذكورة قائلا بأن وزارة الصناعة والتجارة قد حددت في شهر أوت الماضي، بطلب من الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري - التقني، منفذ الطلب وهو شركة »ادميراليتيتسكيه فيرفي« لبناء السفن التي تدخل ضمن مؤسسة بناء السفن المتحدة، مضيفا لذات الصحيفة : »من الواضح أن قرار الجزائر شراء غواصتين أخريين من روسيا يتعلق بازدياد حدة التوتر في المنطقة نتيجة أحداث الربيع العربي«، وأشار إلى أن تحديد الجهة المصنعة جاء بناء على رغبة الجزائر. ولم يتم الكشف عن قيمة العقد الجديد رغم أن العقد الموقع عام 2006، والخاص بغواصتين تسلمتهما الجزائر في 2010 بلغت حوالي 600 مليون دولار، وبحسب صحيفة »كوميرسانت« فإن غواصات هذا الطراز، أي »636 أم« (كيلو)، قليلة الضوضاء، مشيرة إلى أن الأمريكان يطلقون عليها تسمية »الموت الصامت«، وذكرت أن هذه الغواصة تحظى بطلب كبير في سوق الأسلحة، ويبلغ طول الغواصة 73.8م وعرضها 9.9م وحجم الإزاحة 2.35 ألف متر مكعب وسرعتها 20 عقدة وأكبر عمق للغوص هو 300م، ويتكون طاقمها من 52 فردا، تجهز الغواصة بأربعة صواريخ يمكن زيادتها و18 طوربيدا و24 لغما، وتعد غواصات مشروع »636« نموذجا مطورا لغواصات مشروع »877 آي كي أم« )فارشافكا( التي جرى توريدها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي إلى 7 بلدان من ضمنها الجزائر. ويطرح الربط بين رغبة الجزائر في زيادة قدرات بحريتها خاصة في مجال الغواصات بما يسمى ب »الربيع العربي« علامات استفهام كبيرة، فهل هذا معناه أن الجزائر تستعد لأي مواجهة محتملة مع الغرب في حالة حاول هذا الغرب تكرار ما فعله في ليبيا وما يفعله في سوريا من إذكاء لنار الحرب،في الجزائر، أم أن الأمر مرتبط بتوترات محتملة مع الجيران، ويبدو أن الاحتمال الثاني مستبعد تماما، ثم إن الكثير من التحاليل تحاول الربط بين تسلح الجيش الجزائري والتوترات الإقليمية، فتارة يربط هذا التسلح بالخلاف بين الجزائر والمغرب، ويتم الحديث عن سباق للتسلح بين البلدين على خلفية النزاع في الصحراء الغربية، وتارة أخرى يتم الربط بين تسلح الجزائر وما يجري في محيطها الإقليمي المباشر رغم أن تحديث الجيوش هي مسألة عادية، وتجديد الترسانة الحربية وتطويرها ودعمها بأحدث التكنولوجيات هو من صفات الجيوش المحترفة والعصرية التي لا تستسلم أبدا للركود والجمود، لتكون جاهزيتها دوما في مستوى التحديات الأمنية داخلية كانت أم خارجية، ويبقى أن نشير بأنه في حالة توقيع العقد الجديد سيصبح عدد الغواصات الروسية الصنع لدى الجزائر، ستة غواصات.