أعلن مجمع إعمار الإماراتي عن تسجيل خسائر فادحة خلال الربع الثاني من السنة الجارية قدرت بأزيد من 500 مليون دولار، وجاء الإعلان عن الخسائر في أرباح الشركة العقارية بعد أسابيع قليلة من قرار إلغاء مشاريعها في الجزائر، وهو ما يعزز نفي السلطات العمومية لوجود علاقة بين تجميد مشاريع إعمار في الجزائر وتعليمة أويحيى الخاصة بالاستثمار الأجنبي. كشفت الأرقام الرسمية التي أعلن عنها أمس مجلس إدارة مجمع إعمار حول الوضعية المالية الصعبة التي يواجهها والخسائر الفادحة التي سجلها على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة، عن الأسباب الحقيقة التي دفعت المجمع العقاري الإماراتي الرائد عالميا إلى مغادرة الجزائر وإلغاء جميع استثماراته البالغ قيمتها حوالي 20 مليار دولار، حيث قال محمد علي العبار، رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، أن خسائر المجمع خلال الربع الثاني من السنة الجارية بلغت 550 مليون دولار أي ما يعادل 1.29 مليار درهم، وتحدث المجمع الذي تراجعت أرباحه عقارية في ظرف وجيز بقيمة 77.4 بالمئة عن تحديات صعبة للغاية تواجهها الشركة بسبب استمرار تباطوء السوق العقارية وتراجع سعر سهمها بنسبة 85 بالمئة بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية. وأوضحت إعمار الذي تملك فيه الدولة الحصة الأكبر في بيان لها نشر على موقعها على الانترنت أن تراجع أرباحها في ظل التباطؤ الاقتصادي العام في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية، دفعها إلى اعتماد سياسة جديدة واتخاذ تدابير شاملة بادرت بها من أجل نمو طويل الأمد، وتنسجم هذه التوضيحات والمعطيات الجديدة عن أزمة مالية يواجهها المجمع الإماراتي، مع تصريحات عدد من المسؤولين في الحكومة حول الأسباب الحقيقية وراء قرار إعمار المفاجئ بالرحيل من الجزائر قبل حتى أن تشرع في إنجاز مشاريعها، حيث سبق وأن أعلن وزير الصناعة وترقية الاستثمارات عبد الحميد تمار أن كل ما تم الترويج له بخصوص أسباب مغادرة إعمار ضرب من الإشاعة، مستبعدا في الوقت نفسه أن تكون دائرته الوزارية وضعت عراقيل إدارية، للجمع، أو أن تكون عوامل أخري ترتبط بالمناخ الذي توفره الجزائر والشروط التي تضعها للترخيص للاستثمار، وراء تخليها عن مشاريعها وإغلاق مكتبها فغي الجزائر. وسبق أن ربط المدير العام للاستثمار بوزارة الصناعة أسباب انسحاب إعمار من الجزائر بتداعيات الأمة المالية العالمية، حيث قال قد تكون إعمار جمّدت مشاريعها في الجزائر بسبب عدة مبررات مرتبطة بالوضعية المالية الدولي، حيث ذكر المسؤول بكيفية انهيار قيمة إعمار في البورصة وهو ما دفعه إلى القول»هذا بدون شك مرتبط مع القرار الذي أخذوه بخصوص انسحابهم من الجزائر. وفي ظل المتاعب المالية التي تواجهها إعمار كشف رئيس مجلس إدارتها عن مباحثات جارية حول الاندماج مع الشركات العقارية العاملة تحت مظلة «دبي القابضة» قائلا «هذه المباحثات تدفعها رؤية مشتركة نحو الاستفادة من تجربة نجاح كل من الطرفين وتكوين مجموعة عقارية عالمية المستوى».