قال رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي الذي زار قطاع غزة أمس، إنّ العدوان الإسرائيلي على القطاع اعتداء سافر لا يمكن تبريره بأيّ من الأشكال، وأضاف عبد السلام في مؤتمر صحفي عقب زيارته لمستشفى الشفاء بالقطاع، أنّ تونس الثورة لن تصمت على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزة. شدّد الوزير التونسي خلال زيارته للقطاع، أنّ ما كان مباحا لإسرائيل قبل التغييرات التي طرأت على العالم العربي لم يعد مسموحا به الآن، ودعا الجامعة العربية إلى الوحدة وإرسال وفد عربي وزاري إلى غزّة للتضامن مع أبناء القطاع في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي تواصل حتّى أثناء زيارة الوفد التونسي. وتعهّد عبد السلام، بإثارة الموضوع بشكل موسّع في اجتماعات الجامعة العربية وإطلاع وزراء الخارجية على حقيقة الأوضاع التي وقف عليها بنفسه، في وقت طالب فيه الجامعة بالضغط على مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع عاجل لبحث تداعيات العدوان الصهيوني، مشيرا إلى أنّ زيارته ستليها مساعدات إنسانية وإغاثية للشعب الفلسطيني. مساع بالقاهرة لوقف العدوان وشهدت العاصمة المصرية، القاهرة، أمس، اجتماعات بحثت آخر التطورات في غزة وسبل وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث وصل إلى القاهرة وفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس يقوده رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وقالت مصادر إعلامية إنّ أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني وصل إلى مصر وأجرى مشاورات مع الرئيس المصري محمد مرسي حول التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وحلّ بالقاهرة أيضا، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على رأس وفد يضمّ عددا من كبار المسؤولين في مقدمتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وقال مدير مركز الدراسات الفلسطينية إبراهيم الدراوي، إن لقاء يجري بين مسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة المصري والوفد الفلسطيني يتركز على الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة. وجاءت هذه التحركات، قبل انعقاد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب كان الرئيس المصري دعا إلى انعقاده، وتحدّثت وزارة الخارجية المصرية عن اتصالات مكثفة جرت بين الوزير محمد كامل عمرو ونظرائه من الولاياتالمتحدة والأردن والبرازيل وإيطاليا. كما ذكرت الوزارة أنّ عمرو اتّفق مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على ضرورة تعاون البلدين لوقف المواجهات العسكرية، حيث أكّد الوزير المصري على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بما يسمح بإعادة بناء الهدنة بين الجانبين. موسكو وعمّان تدعوان إلى ضبط النفس وضرورة الوقف الفوري للقتال على صعيد مواز، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس، إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأردني ناصر جودة، وأضافت أن الوزيرين بحثا الوضع حول قطاع غزة الذي يشهد على مدى الأيام الماضية تصاعدا حادّا، مشيرة إلى أنّ الجانبين أعربا عن قلقهما من تصاعد وتيرة العنف واستمرار قصف الأراضي الإسرائيلية، والضربات المفرطة التي توجهها إسرائيل إلى قطاع غزة وزيادة حدّة المشكلات الإنسانية التي يواجهها السكان، واعتبرت وزارتا الخارجية الروسية والأردنية الغارات التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، ردّا مفرطا على قصف أراضيها، ودعا لافروف وجودة طرفي النزاع إلى ضبط النفس وضرورة الوقف الفوري للقتال.