هناك سؤال يجب أن نطرحه في البداية، وهو: هل نحن راضون عن ما يسود الأمة العربية؟.. إن كل النتائج تعتمد على النظرة الحالية.. فإذا كنا نرى أننا نحقق نتائج، وأن ما نقوم به يرضينا، فنحن على الطريق الصحيح، وسنحقق نتائج مرضية بإذن الله تعالى، وإذا كنا غير ذلك، فيجب في الحين إعادة النظر إلى مجتمعنا عن كثب، وبرؤية أكثر دقة. إن كل النتائج التي تحدث لنا في مجتمعنا الآن هي نتائج سطحية، وهي أحداث تظهر على شاشات المشهد العام للأمة، والتي نحن بصدد عيشها في الحين. وكل ما يحصل لنا هو استجابة لحدث معين، أي أنه يحدث عن طريق الاستجابة. إن النتائج التي تحصل في حياتنا، هي عبارة عن معطيات داخلية، نحن سمحنا لها بالحصول، واستجبنا لها عن طريق الحدث. إنه لمن الواجب إعادة التفكير في مصير الأمة من زاوية أخرى إذا كانت هذه الاستجابة لا تحقق المراد، يجب أن نغير نظرتنا إلى مجتمعنا من جديد إذا كنا غير مطمئنين لها، لأن التفكير من جديد يعتبر في حد ذاته أمر يجعل الحياة أفضل، إن ذلك يفرض علينا أن نكون على الاستعداد لمواجهة العواقب، وأن نعمل على تحقيقها بدلاً من الاستسلام للأقدار، وسوف يكون من السهل أن نحقق كل ما هو رائع وفعال. إن هذا بالضبط ما يجب أن نفعله عندما نقوم بالمجهودات اللازمة لتحسن وضعنا المزري.. أحياناً نشعر بقوة تغمرنا، ونصبح أكثر حب في أن نتحدى الصعاب، ونريد أن نواصل مجابهة التحديات إلى أن نتخطى هذه التحديات، ونحقق الفوز وإلى أن نقهر الصعاب وننتصر، ولكن في بعض الأحيان حتى ونحن نشعر بهذه القوة لمجابهة الصعاب وقهرها إلا أن ذلك لا يتحقق. تحسين وضع الأمة هي مهمة جماعية يجب علينا الالتزام بها وتنفيذها في الحال، وهناك أمر مهم جداً في هذا الموضع، وهو أنه من المستحيل أن تصبح حياة الأمة أفضل، دون أن نحدد هدف، ونجعل لها غاية واضحة المعالم، يجب علينا أن نتحمل الأعباء. وأن نكرس كل مجهوداتنا.. علينا أن نعرف مواضعنا لنكون أفضل.. علينا أن نعرف مواضع القوة والضعف لدينا.. علينا أن نفهم دورنا في التعامل متطلبات العصر، ولهذا أصبح من الضروري إلقاء نظرة عن كثب. إننا في أمس الحاجة إلى كل ما يجعلنا ننظر داخل مجتمعنا العربي، لنكون أفضل. يجب أن نرفض كل ما يحصل لنا من الأمور السيئة، لأن حياتنا التي نعيشها، لابد أن تكون لها مغزى سامية المعاني، إنه يحصل ذلك عندما نواصل تشيدنا لهذه الأمة فقط. فعندما نتقدم إلى الأمام يأخذ كل شيء مكانه الطبيعي، إن كل هدف يتحقق في حياتنا عندما نواصل على الطريق الصحيح. ليس شرطاً أن نقوم بأفعال جبارة، أو نفعل المستحيل، بل علينا أن نقوم بما يجب القيام به فحسب. هناك قوانين كثيرة، وكثيرة جداً في الحياة، لكن هناك قانون، يتفق عليه كل البشرية، على اختلاف أديانهم، ولغاتهم، واعتقاداتهم، هذا القانون هو قانون النتيجة، إذا قمنا بعمل معين، فنحصل على نفس النتيجة من نفس صنف العمل، هذا الأمر لا شك فيه، يجب أن نرسخ هذا جيداً في أذهاننا، إنها الحقيقة التي لا مفر منها.