توفي شخصان اثنان بمرض التهاب السحايا، خلال ال 72 ساعة الماضية، في عين الملح على بعد 130 كلم جنوب غرب ولاية المسيلة، وفق ما أكدته وكالة الأنباء الجزائرية أمس الأحد. وقد توفي شخص يبلغ من العمر 20 عاما، بمستشفى عين الملح جنوب غرب الولاية بعد إصابته بهذا المرض وفقا لما استفيد من هذه الهيئة الاستشفائية، حيث أوضح ذات المصدر أن الضحية يعتبر الثاني بعد وفاة أخيه البالغ من العمر 30 سنة. وكان المدير الولائي للصحة بالمسيلة قد أعطى، وفق هذا المصدر، تعليمات لمحاربة هذا المرض المعدي والأكثر خطورة على الأطفال خصوصا وذلك من خلال توفير كافة الوسائل اللازمة بدءا من الكشف المبكر والتكفل العلاجي بالمرضى. ويأتي تسجيل هذا العدد من الوفيات بمرض التهاب السحايا بعد أسابيع قليلة فقط من تسجيل عدة حالات إصابة بالتهاب السحايا لدى مرضى عالجوا لدى العيادة الخاصة “أمينة" بالبليدة، وهو الأمر الذي أدى إلى وفاة مصابين اثنين وإصابة امرأة أخرى بالإعاقة جراء هذا المرض. وقد أدت هذه الوضعية إلى غلق “وقائي" للعيادة الخاصة المشار إليها من أجل تطهيرها ومعرفة أسباب المرض المباشرة التي أدت إلى تسجيل إصابات، قال بشأنها مرابط الياس رئيس النقابة الوطنية للأطباء الممارسين في الصحة العمومية ل “الجزائر نيوز"، أمس الأحد، إن آخر حصيلة لديه بشأنها تشير إلى 14 إصابة. وسألت “الجزائر نيوز" إلياس مرابط فيما إذا كانت هناك علاقة بين ما حدث في البليدة وبين تسجيل الوفيتين الاثنتين بذات المرض في عين الملح بالمسيلة على اعتبار أن الأمر يتعلق بذات المرض، فأكد ذات المسؤول النقابي أن هذه المستجدات حدثت في ولاية بعيدة عن البليدة وأنه لا يمكن تقييم الوضعية، من هذه الناحية، في الوقت الحالي، مضيفا في نفس السياق بأن مرض التهاب السحايا المعروف ب “المينانجيت" ليس واحدا على اعتبار أن هناك “مينانجيت" فيروسية وأخرى جرثومية وأن مرض التهاب السحايا الذي سجل في البليدة “كان جرثوميا". وقال إلياس مرابط إنه “لا بد من توفر عدة عناصر" من أجل تقييم دقيق للوضعية، وبعد أن عبر عن أسفه لما يحدث، أضاف بقوله أن الأمر يتطلب “تحقيقات معمقة بما فيها تلك المرتبطة بمرور محتمل لهذين الضحيتين عبر العيادة الخاصة المشار إليها بالبليدة". وأكد ذات المتحدث أن الأسباب التي تؤدي عموما إلى هذا المرض قد تكون متعلقة بالنظافة أو بأمور أخرى، لكنه شدد على أهمية النظافة في هذا الديكور ومضيفا بقوله “وهنا نطرح مسألة دور السلطات سواء كانت محلية أو مركزية، على اعتبار أنه مثلا هناك مؤسسات صحية لا يتوفر فيها ماء". وأكد إلياس مرابط أيضا أن مثل هذه الأمراض “تكون ضمن دورات وبائية كل عشر سنوات، وهي دورات تخص بعض الأمراض التي تنتقل عبر المياه أو العدوى"، مضيفا بقوله “نتمنى ألا ندخل ضمن هذه الفترات ولكن عندما نفتقر إلى المعايير الدولية في الصحة والجراحة، فإننا نتعرض إلى مثل هذه الوضعيات، وهذا ما يجعلنا نؤكد على بعث عناصر النهضة في قطاع الصحة الذي يعيش أزمة خانقة بدأت منذ سنوات والذي هو في وضعية كارثية بفعل تراكم العديد من الأمور مثل تلك المتعلقة بالتكوين والتمويل".