أكد بداني الجيلالي رئيس فرقة الدرك الوطني لحماية الأحداث بالعاصمة، أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يتم تسجيل حالات فرار قصر من المنزل العائلي، خاصة على مستوى الأحياء الفوضوية نتيجة الإهمال ،المشاكل العائلية والتفكك الأسري، موضحا أن معظم حالات اختفاء الأحداث تتعلق بالهروب وأبحاث في فائدة العائلات وليس اختطاف، مشيرا في ذات السياق إلى أن دور الفرقة ينصب حول إبعاد الخطر المادي والمعنوي عن القاصر و كيفية إعادة إدماجه وسط عائلته ومتابعة حالته النفسية بصورة مستمرة . تعد فرقة الدرك الوطني لحماية الأحداث بالجزائر العاصمة والكائن مقرها ببلدية سيدي يوسف ببني مسوس إحدى الفرق المختصة التي استحدثتها مصالح الدرك الوطني بثماني ولايات خلال السنة الماضية ، هي العاصمة، وهران، البليدة، المدية، الشلف، تيارت، قسنطينة وعنابة ، حيث تم انتقاء دركيين ونفسانيين من ذوي الخبرة الميدانية للعمل في هذه الفرق، لتمكينهم من التعامل باحترافية مع فئة الأحداث وانتشالهم من الانحراف وإبعاد عنهم الخطر الذي قد يلحق بهم، هذه الفرق حلت محل خلايا الدرك الوطني لحماية الأحداث من الانحراف. توفير متابعة نفسية وحماية للأحداث وحسب قائد فرقة حماية الأحداث بالعاصمة بداني الجيلالي، فإن الفرقة هي وحدة من وحدات الدرك الوطني تعنى بفئة الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة أي قبل بلوغ سن الرشد القانوني ويتركزعملها على مرافقة الشباب المراهق وإعادة إدماج شخصيات الأحداث غير السوية، موضحا في ذات السياق الطابع الوقائي للفرقة، الذي يعتمد أساسا على معالجة حالات القصر المعرضين والمقبلين على الانحراف، بالإضافة إلى توفير متابعة وحماية للأحداث من كل سوء معاملة أو أي اعتداء مهما كان شكله، خاصة ضحايا الاعتداءات الجنسية بالوسط العائلي، بالمراكز المخصصة للأحداث أو بالشارع ، وتكون الحماية أيضا يقول ذات المصدر دائما من خلال عمليات التحسيس والوقاية من مختلف الآفات الاجتماعية ومن جميع أشكال الانحراف عبر المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين، وكذا المساهمة في التحقيق في جرائم الأحداث ومد يد المساعدة لمختلف الفرق الإقليمية محل الاختصاص بإجراء التحقيقات المتعلقة بالأحداث بحكم التكوين، الذي تلقاه عناصرها في تخصص الوساطة الاجتماعية بالمركز الوطني لتكوين الموظفين المختصين ببئر خادم بالجزائر العاصمة، التابع لوزارة التضامن الوطني والأسرة، سواء جرائم يكون أحد أطرافها قاصرا أو ضحية وكذا المساهمة في حماية الأحداث من أي خطر معنوي وتوجيه كل قاصر في حاجة إلى مساعدة أو مدمن يرغب في العلاج نحو المراكز المختصة والعمل على استعادة وإعادة إدماج حالات الهروب العائلي سواء كانت حالة الهروب من العائلة أو من مكان الوضع بمراكز إعادة التربية للأحداث، بالإضافة إلى مراقبة الأماكن التي يمكن أن يتواجد بها القصر الذين يواجهون صعوبات في حياتهم اليومية . الهروب المنزلي أكثر القضايا المطروحة وفي هذا الإطار أشار محدثنا إلى أنه يتم يوميا على مستوى الفرقة معالجة قضايا تتعلق بحالات هروب الأطفال من المنزل العائلي، خاصة على مستوى الأحياء القصديرية بالعاصمة على غرار حي بوسماحة ببوزريعة وغيره، نتيجة مشاكل عائلية، التفكك الأسري والإهمال العائلي، ومن بين هذه القضايا التي تمت معالجتها قضية هروب ثلاث فتيات قاصرات عمر اثنين منهما 14 سنة والثالثة 12 سنة، واللواتي يقطن بحي بوسماحة القصديري ببوزريعة، اللواتي اتفقن على الهروب من منازلهن القضية بدأت عندما تقدمت أم إحدى الفتيات إلى فرقة الأحداث للبحث عن ابنتها التي فرت من المنزل العائلي رفقة صديقتيها، تاركة وراءها رسالة ..مباشرة بعد ذلك قامت فرقة الأحداث بإرسال معلومات حول القاصرة في إطار البحث عن مفقود حيث تم العثور على القاصرات الثلاث في ولاية وهران، وسعت الفرقة إلى إعادة إدماج الفتيات في عائلاتهن، حيث انصب دور الفرقة على كيفية إعادة إدماج الفتيات القاصرات وسط عائلاتهن ومتابعة حالتهن النفسية بصورة مستمرة. ومؤخرا يقول محدثنا تم معالجة 4 حالات هروب من المنزل، لفتيات غير قاصرات تتراوح أعمارهن مابين 20 و22 سنة ، وتدخلت الفرقة وأعادت إدماجهن في أسرهن ، بالإضافة إلى قضية طفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة، اعتادت الفرار من المنزل العائلي، تقطن بحي بوسماحة القصديري، والدها ترك عائلته ونفض يديه من مسؤولية أبناءه، بقيت الأم في حالة طلاق، هي الأخرى تسعى من أجل بناء حياتها الخاصة من جديد، فيما بقيت الطفلة التي تدرس بقسم الثانية متوسط في حالة إهمال، مما جعلها عرضة للانحراف، وتسعى الفرقة من أجل إعادة ادماجها في الوسط العائلي ومرافقتها نفسيا. من بين القضايا أيضا نجد حالة قاصرتين متمدرستان بالاكمالي تتركان مقاعد الدراسة يوميا وتزاولان نشاط بيع السجائر بسوق بوزريعة، رغم أنهما لا تنحدران من عائلات المعوزة، فقط اعتادتا على ذلك، وقصد حمايتهما من الانحراف، استدعينا الأولياء لإصلاح الوضع -يقول محدثنا- وشددنا على ضرورة الاهتمام بأبناءهم، لكن لاحظنا للأسف الشديد، أن الأولياء لم يبدوا اهتماما كبيرا بقضية البنتين. وحسب قائد الفرقة فإن هذه الأخيرة تسعى من أجل استغلال كل المعلومات خاصة تلك المتعلقة بعصابات الإجرام التي تحاول استغلال شريحة القصر في حيازة واستهلاك وترويج المخدرات وكذا شبكات تحريض القصر على الفسق والدعارة وتعمل فرقة الدرك الوطني لحماية الأحداث بالجزائر العاصمة بالتنسيق مع مختلف الشركاء الاجتماعيين في العملية الوقائية، من خلال نشر الوعي بخطورة الجريمة في أوساط الأحداث وأوليائهم والوقاية من مختلف الآفات الإجتماعية والعمل على تفعيل عمل هؤلاء الشركاء لتحقيق الأهداف المرجوة، مع السعي إلى إشراك كل أفراد المجتمع وهيئاته ومؤسساته في مكافحة الانحراف. وحسب رئيس فرقة الدرك الوطني لحماية الأحداث بالعاصمة فإن أكثر ما يشغل بال عناصر الفرقة هو كيفية إبعاد الخطر عن القاصر، وانتشاله من الضياع وكذا ضمان المتابعة النفسية لحالة الحدث قصد مساعدته وتوجيهه توجيها صحيحا ومساعدة أوليائه على إعادة إدماج ابنهم في وسطه الطبيعي وبالتالي عودته إلى أحضان العائلة . كما ساهمت الفرقة مؤخرا في توجيه عدة متسربين من المدارس لحمايتهم من الانحراف نحو مراكز التكوين المهني، بالإضافة إلى توجيه مدمنين نحو مراكز العلاج من الإدمان. وينصب اهتمام فرقة الدرك الوطني لحماية الأحداث بالعاصمة حول مراقبة قاعات الانترنيت، بالقيام بزيارات فجائية لهذه الأخيرة إما خلال النهار أو في الليل بناء على معلومات ترد اليها حول تردد فئة الأطفال على قاعة انترنيت معينة ، بالاضافة الى مراقبة روضات الأطفال بمراقبة الملف الاداري ، الجانب الصحي ، النظافة ، الوسائل. وأشار بداني الجلالي الى أن الفرقة تشارك في مختلف التحقيقات مع الفرقةالمختصة ، كما في حالة قضية الضحيتين المرحومتين »شيماء«و»سندس« ، وكذا قضية زناالمحارم الذي راحت ضحيته ثلاث شقيقات بباحسن والجاني والدهن، حيث تتولى الأخصائية النفسانية مهمة التكفل النفسي بالضحايا وأفراد العائلة .