شرعت السلطات المحلية بوهران مدعومة بمصالح الأمن والدرك هذا الأسبوع، في حملة واسعة لتطهير البنايات الهشّة المغلقة التي تمّ اقتحامها على مستوى مختلف الأحياء وسط المدينة والقضاء على البنايات القصديرية المستحدثة حول محيط الولاية. شملت العملية أول أمس، 74 عائلة قامت خلال الأشهر الماضية باقتحام البنايات الهشة على مستوى عدة شوارع بحي »لاباستي« بوسط المدينة، بعدما تم إخلاء هذه البنايات الثمانية وإغلاقها بالإسمنت والياجور، وترحيل المقيمين بها، نظرا لما كانت تشكله من خطورة على قاطنيها جراء الإنهيارات. وقامت مصالح البلدية بتسخير عدد كبير من الشاحنات والأعوان من أجل إخلاء المباني ونقل الأثاث إلى الحظيرة البلدية بشطيبو، أو إلى الأماكن التي يرغب فيها أصحابها، ولقيت عملية الإخلاء هذه مقاومة شديدة من قبل العائلات ال 74 التي رفضت مغادرتها بحجة أنها لا تملك مأوى تلجأ إليه، فيما ذكرت مصادر أنها اشترت السكنات بمبالغ مالية تصل إلى 20 مليون سنتيم للشقة الواحدة من أجل الحصول على السكن. مع العلم أنه تم اعذارها الأسبوع الماضي ولم تستجب لها، وفي هذا الصدد أمر والي الولاية بالضرب بيد من حديد من أجل إخلاء جميع البنايات المقتحمة بأحياء الدرب وسانت أنطوان والحمري وسيدي الهواري وغيرها، وهي جميعا بنايات تم غلقها بالإسمنت وحذّرت السلطات المحليّة من الرجوع إليها أو اقتحامها لكن من دون جدوى. وقد اعتبر الوالي هذه الممارسات بمثابة التحايل من أجل الحصول على السكن وبذلك فلن توجد حلول نهائية لأزمة السكن بالولاية إذا ما بقيت هذه الممارسات، مؤكّدا تسليم حصّة معتبرة من السكنات للعائلات المعنية وفقا للتحقيقات خلال شهري جانفي وفيفري، من جانبها مصالح الدرك الوطني قامت صباح أول أمس، ابتداء من الساعة الخامسة صباحا بهدم 80 مسكنا فوضويا بمنطقة فلاحية على مستوى بلدية حاسي بونيف التابعة لدائرة بئر الجير، تم استحداثها مؤخرا، حيث ذكرت المصالح الولائية التي أشرفت على العملية أنّ مصالح الدرك الوطني وجدت أن 15 مسكنا منها مأهولة والبقية فارغة. ومن المنتظر أن تشمل عملية القضاء على السكنات الفوضوية الجديدة جميع المناطق كإجراءات راديكالية من أجل وضع حدّ للبزنسة بالقصدير بعاصمة الغرب وهي الممارسات التي عرفتها بشدة الولاية خلال السنوات الأخيرة.