شكلت « ظاهرة النيو شعبي « أمس محور الندوة الثقافية للعدد الجديد من الفوروم الثقافي ليومية المجاهد الذي نشطه نخبة من الفنانين والمختصين في الطابع الشعبي من الدارسين الأكاديميين. في بداية تدخله قال الشاعر الشعبي ياسين أوعابد أن ممارسوا الأغنية الشعبية من الجيل الجديد يستسهلون الأمور ولا يبذلون جهودا للتوغل في التراث الشعبي من القصائد التي لايفهمون قاموسها اللغوي والإصطلاحي جيدا وهذه السطحية في فهم الموروث الشعبي تؤثر على مستوى أدائهم وأشار ياسين أوعابد أنه إنطلق من عالم المسرح لينتقل في ال90 إلى عالم التأليف وكتابة النصوص الغنائية في مجال الشعبي و في البداية تسائل هل يمكن أن تنتج وتحقق الكلمات البسيطة عملا إبداعيا جيدا وعميق المعنى وتناول تجربته شراكته الفنية مع الفنان الراحل كمال مسعودي الذي تعامل معه في أغاني حققت رواجا كبيرا وشعبية واسعة لدى عشاق الفن الشعبي وقال الشاعر الشعبي ياسين أوعابد أنه يكتب بحذر ويقظة وبأحاسيس عالية كما يشترط لنجاح العمل الفني توافر الكلمة الجيدة والألحان المتناغمة الجميلة والصوت الجيد الذي يحسن الأداء ويمتلك طبقة ملائمة للفن الشعبي وقد أعطى العديد من قصائده لفناني الشعبي من جيل الشباب لكن للأسف لم يتمكن هؤلاء من إيصال الرسالة التي تضمنتها قصائده وجدواها القيمية والجمالية وعن مصدر إلهامه قال ياسين أوعابد أنه ينهل مواضيع أغانيه من الظواهر المؤلمة المحزنة وأيضا من الفرح والسعادة التي يعرفها المجتمع وأضاف أنه قدم أول قصائده للفنان نصر الدين غاليز سنة 1994 وأشار أنه كتب على أول كاسيت له عبارة « نيو شعبي « وهي لا تشوه أصالة الطابع الشعبي وقد أبدع في رسم قصائده مشيرا إلى الجيل الذي سبقه ممن كتبوا للأغنية الشعبية وموجتها الجديدة على غرار الفنان مصطفى تومي ، محمد الباجي ، ومحمد قرابة ومن الملحنين ذكر محبوباتي ، وأشار الشاعر الشعبي ياسين أوعابد أنه وهو يمارس فعل الكتابة يحاسب نفسه ويحاول أن ينوع في تقنياته الكتابية وأن لا يتقوقع في لون كتابي محدد سيلصق به لاحقا كما أنه رفض أن يكتب قصيدة شعبية تتناول ثورة السكر والزيت بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها الجزائر العاصمة لتنشر على الفايسبوك ، كما أوضح انه لمرات عديدة تنتابه مشاعر الحزن لأن من يريد أن يصبح مشهورا عليه أن يتجه لطابع الراي أو التعامل مع اليهود وعن علاقته بالشاعر والمؤلف مصطفى تومي قال ياسين أوعابد أنه إلتقى به مرة وخاصمه فيها بسبب إختلاف في وجهات النظر ولكن ذلك لا يتقص من قيمته كشاعر كبير أثرى الأغنية الجزائرية بنخبة من النصوص المشهورة على غرار « سبحان الله يالطيف « من جهته أوضح الفنان رضا دوماز أن مستقبل الطابع الشعبي في أمان وستعود إلى وهجها من جديد بسبب وجود نخبة من الأصوات والباحثين في الطابع الشعبي يعملون على ترسيخه وتجديده وقال أن الشعبي فقد فضاءاته الثقافية التي كان ينشط بها سابقا في المقاهي والسطوح ووسط الدار والقاعات الكبرى وأعاب رضا دوماز على أداء أغنية الشعبي في قاعات الحفلات التي تفتقد لجودة الصوت و الأجواء التي تستلزمها لتذوقها وشبه حفلات الشعبي بقاعات الحفلات بالملاهي الليلة وأجوائها التي تلوث السمع والذائقة الجزائرية بأغاني صاخبة تحيلنا إلى أجواء الكاباريهات على حد قوله وإنتقد الإسهال الفني لبعض الفنالنين الذين يصدرون ألبوما كل يوم خاص بالحفلات والأعراس بعيدا عن الجماليات والكلمة الجيدة وأكد في سياقها أنه يتحاشى الغناء في قاعات الحفلات كما أنه يرفض أن تعاد أغانيه دون إستشارته وطاب منه وانتقد الفنان رضا دوماز برنامج « القوسطو» الفني واعبتره إنتقاما من الفن الشعبي الأصيل و ضد الثقافة والفن الجزائري الأصيل وهو بمثابة تشويه للتراث الشعبي والموروث الجزائري وذلك أن الفنان الراحل الشيخ أمحمد العنقى قدم سنة 1937 قصيدة يستنكر فيها مجزرة قسنطينة وأشار الفنان رضا دوماز إلى تفاصيل جولته الفنية نحو كندا مؤخرا التي قدم فيها حفلات فنية للجالية الجزائرية والعربية واعتبر ظاهرة النيو شعبي إستمرارا للشعبي الأصيل ونفسا لتجديده . كما طالب بعض المختصين الأكاديميين والدارسين لظاهرة الشعبي البحث في سياقاتها السوسيو لوجية والسياسية عن ضرورة تدوين وجمع الموروث الشعبي والحفاظ عليه ليكون مادة للجيل الجديد والقادم .