شهدت جامعة منتوري قسنطينة صبيحة أمس ساعات قبل تشييع جنازة الطفلين بمقبرة زواغي سليمان مسيرة سلمية قام بها حوالي 200 طالب جامعي، جابوا الحرم الجامعي، حاملين لافتات التنديد بهذه الجريمة البشعة وهم يرددون: »يا إبراهيم يا هارون الطلبة غاضبون«. الطلبة لم يكتفوا بالاحتجاج داخل الحرم الجامعي، بل توجهوا بعد ذلك إلى المدينةالجديدة علي منجلي، لمواصلة مسيرتهم، في وقت دخل تلاميذ الثانوية الجديدة علي منجلي الواقعة بالقرب من الإقامة الجامعية لالة فاطمة نسومر، في حركة احتجاجية تنديدا بمقتل الطفلين، وكانت الطرقات شبه مغلوقة حيث شلت حركة المرور والنقل عن آخرها. في اليوم نفسه شهدت محكمة قسنطينة الواقعة بشارع بلوزداد احتجاج عشرات المواطنين، يطالبون بإعدام الفاعلين، »حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه بالاعتداء على الأطفال الأبرياء«، وكانت الأجواء بولاية قسنطينة ترسم لوحة مأساوية عنوانها الهلع والرعب، من استمرار اختطاف للأطفال، بعد هذه الحادثة التي لا تعتبر الأولى فقد سبقتها عمليات اختطاف وقتل أخرى، مثل حادثة مقتل الطفل الياس بالمدينةالجديدة ماسينيسا بدائرة الخروب. الجهات الأمنية من جهتها أعلنت حالة تأهب تفاديا لحدوث انزلاقات خاصة بعدإعلان السكان القيام بمسيرة سلمية وغلق المحلات ومنافذ المدينة. أحدثت الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الطفلان هارون وابراهيم اللذين عثر عليهما ظهر الثلاثاء مقتولين، أجواء من التوتر والأسى والشعور بالتذمر والغليان لدى سكان المدينةالجديدة علي منجلي بقسنطينة. وقد أدت هذه الجريمة البشعة التي خلفت حزنا عميقا بعدد من الشباب بالتجمهر أمام مقر الأمن الوطني بالمدينةالجديدة علي منجلي للمطالبة بتطبيق العدالة وأدت هذه الحركة الناجمة عن الشعور بالتذمر والأسى والحزن بعناصر الأمن إلى التدخل للتحكم في الوضع. وفي هذا الصدد عبر سيف غانم لكحل )32 سنة( عامل بمؤسسة خاصة عن سخطه وغضبه لوقوع هذه الجريمة قائلا: »كيف يمكن الإقدام على مثل هذا العمل ضد طفلين بريئين لم يؤذيا أحدا«. ويقاسم هذا الإحساس والشعور بالذعر عمار ناصري وهو سائق عمره 40 سنة، حيث يقول »أنا كذلك والد طفل في نفس سن الضحيتين وأدرك جيدا الألم الكبير وحجم الفاجعة التي تلقاها والداهما«.