أعرب عمال مؤسسة» انفرا فير« لإنجاز الهياكل الأساسية للسكة الحديدية بالرويبة عن قلقهم بشأن مصيرهم المهني بذات المؤسسة ، إذ باتوا يشكون في وجود مخطط مبيت لتصفيتها لصالح الخواص أو لفائدة إحدى الشركات الأجنبية نظرا لعدم وجود أي بوادر أو مؤشرات في الأفق تبشر بانطلاق أي من المشاريع الأربع التي كان قد قررها رئيس الجمهورية منذ أزيد من سنتين في إطار مخطط إنعاش الاقتصاد الوطني و استفادت مؤسسة» انفرا فير« على إثره من غلاف مالي قدر بالملايير الدينارات. العمال الذين طالتهم على حد تعبيرهم كل أشكال الظلم و الحقرة على يد إدارة أغلقت كل أبواب الحوار في وجوههم و باتت حسب تعبيرهم قنوات التواصل معها شبه مستحيلة في ظل تعنت المسؤولين على تسيير دواليب المؤسسة في التفاتة من طرف هؤلاء لتحسين وضعية العمال الذين لازالوا لحد الساعة يعملون بنظام التعاقد منذ سنة 2007 غم التوصيات و التعليمات التي تنص على ضرورة إدماج العمال بشكل دائم. ''لم نتقاض رواتبنا المتأخرة منذ شهرين، قال احد العمال، ...رواتب زهيد تتراوح ما بين 12 ألف و 18 ألف دج في أحسن الأحوال يضطر العمال الذين يعيلون أسر بإكمالها إلى الاستدانة من الغير أو اقتناء مستلزمات البيت الأساسية بواسطة الشراء بالتقسيط من عند بقال الحي حسب اعتراف احد المتضررين من هذا الوضع الذي اثر سلبا على أسرهم مما دفع بالعمال للمطالبة بصوت واحد بضرورة الإسراع بإعادة النظر في سلم الأجور يخضع لمقاييس محددة بأثر رجعي منذ سنة 2008 و تغيير الاتفاقية الجماعية التي لم تعرف أي نوع من أنواع المراجعة أو التغيير منذ تاريخ دخولها حيز التنفيذ منذ ثماني سنوات. الخدمات الاجتماعية التي تقتطع شهريا منها نسبة لتضخ موارد هذه المصلح، قال لنا احد عمال ذات المؤسسة، لم نستفد منها بأي شكل من الأشكال سواء إعانات أو سلفيات أو خدمات اجتماعية لفائدة أولادنا و الأخطر، أضاف محدثنا، أن ضحايا حوادث العمل لم تستفد عائلاتهم من أي إعانة أو دعم رغم أنهم ماتوا و هم يؤدون واجبهم المهني بكل تفان وإخلاص . عمال ذات المؤسسة نظموا منذ أيام قليلة وقفة احتجاجية اثر تزايد عدد ضحايا العمل الذين لم تسجل أي التفاتة و لو رمزية من طرف الإدارة لفائدة أسرهم ، فكان آخرها حادثين وقع الأول بولاية النعامة اثر اصطدام شاحنة نقل العمال أثناء توجههم إلى العمل بحافلة لنقل المسافرين مما أسفر عن وفاة عامل واحد و إصابة عشرة آخرين بجروح خطيرة بينما وقع الثاني منذ أيام قليلة في المحجرة أدى إلى وفاة ميكانيكي و إصابة عامل أخر بجروح خطيرة دون أن تحرك الإدارة ساكنا بينما لم تقدم مصلحة الخدمات الاجتماعية أي مرافقة سواء للعمال الجرحى أو لأسر العمال المتوفين الذين لقوا حتفهم أثناء تأديتهم لعملهم. هذه الوضعية التي تضرر منها أغلبية العمال دفعت بهؤلاء إلى التفكير في إنشاء فرع نقابي للمطالبة بحقوقهم عبر قنوات شرعية تكون لها المصداقية في التحاور مع المسؤولين، لكن قوبلت محاولاتنا ، يقول محدثونا ، مرتين على التوالي بالرفض و تهديد الداعين إلى هذا الحق النقابي من العمال بالطرد أو التحويل إلى منصب عمل خارج الولاية حسب تصريحات بعض العمال. هذا الوضع المتردي دفع الكثير من ''الكوادر'' والكفاءات اعترف لنا بعض العمال إلى مغادرة هذه المؤسسة بينما أصرت الغالبية منهم إلى الحفاظ على» خبزتهم« مهما كلفهم الأمر بطرق شرعية وقانونية بعيدة كل البعد عن أعمال الفوضى والشغب التي لا تخدم لا المؤسسة و لا عمالها ، إذ سبق لهم أن اتصلوا بمتفشية العمل التي اطلعت على التجاوزات المسجلة في حق العمال ووعدت التكفل بملف عمال''انفرافير'' بينما يعول العمال كثيرا على وزير النقل عمار تو ليسارع على وجه السرعة إلى إيفاد لجنة وزارية تحقق في كواليس المؤسسة و في المشاريع المعطلة التي لم تنطلق منذ أزيد من سنتين ويأملون في الحصول على تطمينات تكون بمثابة ضمانات بعدم تشميع المؤسسة وتسريح عمالها وكلهم استعداد على فتح أبواب الحوار حفاظا على مصلحة مؤسسة ''انفرافير'' شعارهم لا يحق لأي شخص مهما كان منصبه التلاعب» بخبزة أولادنا«