شدّد منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط على ضرورة إشراك كل شرائح الشعب المالي في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها جويلية المقبل، ودعا إلى الحفاظ على وحدة الأراضي المالية دون تدخل أجنبي، مؤكدا أن الجزائر حريصة على استقرار جارتها الجنوبية. أشار منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط، خلال لقائه بممثل »حزب التجمع من أجل مالي« بقيادة الشيخ عمر ديارا المستشار الخاص و الشخصي لرئيس الحزب، أول أمس، بمقر الحزب، إلى المسائل المشتركة بين الجزائر ومالي كجيران وأشقاء وفاعلين في المنطقة، كما تطرق إلى الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية الوطنية على رأسها موضوع تعديل الدستور. وأبرز بلعياط أهمية موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في جويلية القادم ، ونبه إلى الاستعداد له جيدا وعدم تأجيله والعمل على إشراك كل شرائح المجتمع المالي والحرص على تغليب المصلحة الوطنية والحفاظ على الوحدة الترابية لمالي دون تدخل أجنبي. وانتقد منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوني بشدة سياسة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي في المنطقة خاصة خلال أحداث ليبيا والفوضى التي خلفتها وانعكاساتها على الجزائر التي تتقاسم معها آلاف الكيلومترات من الحدود، قائلا »لا يحق لأي بلد زعزعة استقرار الجزائر ولن تسكت عن المساس بحدودها«، ليبرز دور الجيش الشعبي الوطني في الحفاظ على السيادة الوطنية. ورأى القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني أن الجزائر حاربت القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي التي وصفها ب» مؤسسة عالمية إرهابية« تحت غطاء إسلامي أنشئت من الخارج، مضيفا أن »شكل الإرهاب عندنا إيديولوجية متطرفة تتغذى من أطراف لم تجد لها مكانا في الجزائر«. واعتبر بلعياط أن الجزائر هي الحاملة الفعلية للكرامة الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان، وأكد أن جيل الثورة وجيل الاستقلال على حد سواء يتقاسم نفس الانشغالات. وبعد أن ذكر بلعياط بالدور الذي لعبته مالي خلال الثورة التحريرية وأشار إلى المسؤولين الجزائريين الذي كانوا يتواجدون هناك في تلك الفترة أمثال عبد العزيز بوتفليقة وأحمد دراية ومحمد الشريف مساعدية، مخاطبا إياه » انتم رفقاء السلاح«، متعهدا بعدم إدارة الجزائر ظهرها لمالي بعدما أوضح بالقول » مصالح مالي تهمنا مباشرة كما هو الحال للنيجر والتشاد«، مضيفا أن »المستقبل لإفريقيا«. ولم يغفل منسق المكتب السياسي للحزب الحديث عن القضية الصحراوية، حيث أشار إلى المناورات المغربية بدعم من فرنسا، مؤكدا وفاء الجزائر لمبادئها ودعم الشعوب المستعمرة من اجل نيل استقلالها بعدما ذكر أن القارة الإفريقية عانت من الاستعمار طيلة أربعة قرون كاملة، مستنكرا مصادرة المغرب لحرية الشعب الصحراوي. وقال بلعياط في السياق ذاته، إن الصحراء الغربية »ليست مغربية ولا موريتانية ولا جزائرية«، مشيرا إلى الثمن الغالي التي دفعته الجزائر لانتزاع استقلالها من الاستعمار الفرنسي. من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي المكلف بالشؤون الخارجية والجالية عبد الحميد سي عفيف، مالي من بين أصدقاء التقليديين للجزائر، وأبدى دعم حزب جبهة التحرير الوطني المطلق من أجل العمل على استقرار مالي، مبرزا موقف الجزائر الواضح من الأزمة المالية وإستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب في الساحل. وأشار سي عفيف إلى الانعكاسات الوخيمة للحرب في ليبيا على أمن المنطقة بكاملها، مجددا دعم الجزائر لجارتها الجنوبية، وفي المقابل نبه إلى خطورة استبعاد شرائح من المجتمع المالي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، داعيا إلى ضرورة فتح قناة الحوار مع كل مكونات الشعب المالي قبل إجراء هذه الاستحقاقات وهو ماذهب إليه عضو اللجنة المركزية إسماعيل دبش. وفي كلمته، عرض ممثل »حزب التجمع من أجل مالي« الشيخ عمر ديارا المستشار الخاص و الشخصي لرئيس الحزب الوضع الذي تشهده مالي حاليا إلى تعاون معمق ومتجدد مع الجزائر لمواجهة التحديات المشتركة في مقدمتها مكافحة ظاهرة الإرهاب، الجريمة المنظمة لما لها من نتائج وخيمة على أمن واستقرار المنطقة، وقال أن » مالي بحاجة إلى أصدقائها «، ليشير إلى التحديات التي تنتظر بلده والقائمة على ضرورة بناء المؤسسات الدستورية والحفاظ على سيادة البلد، مضيفا أن هناك ورشات كبرى للعمل سويا بحكم الفضاء المشترك بيننا، مشدّدا على التنسيق بين حزبه والأفلان. وبعد أن أقر بتعقيد الوضعية السياسية وهشاشة المؤسسات، أبدى ممثل »حزب التجمع من أجل مالي« الشيخ عمر ديارا المستشار الخاص و الشخصي لرئيس الحزب، استعداد حزبه للحوار و إرساء المصالحة، وقال »نحن نريد الذهاب سريعا نحو الحل والاستقرار«، مضيفا »خلال إعادة بناء مالي سيتم تسجيل كل القضايا بما فيها قضية التوارق«. واعتبر ذات المتحدث أن الجزائر ومالي تركبان نفس السفينة، بعدما قال إن »شمال مالي العمق الاستراتيجي للجزائر وجنوب الجزائر هو العمق الاستراتيجي لمالي«.