خلفت الأمطار الغزيرة التي عرفتها وهران، خلال أكثر من 24 ساعة الماضية بدون انقطاع، قتيلا و11 جريحا في حوادث مرور خطيرة، فيما سجلت مصالح الحماية المدنية أزيد من 180 تدخلا، على مستوى مختلف بلديات الولاية، حيث كانت الأوضاع كارثية على مستوى الطرقات المقطوعة والمجمعات السكنية، التي أغرقتها المياه وكذا الشأن بالنسبة للمدارس ومراكز العلاج. حالة طوارئ عاشتها مختلف بلديات وهران منذ زوال الأربعاء الماضي وإلى غاية صباح الجمعة، حيث لم تتوقف الأمطار عن التهاطل ليل نهار، وبلغت كمية التساقط حسب مصالح الأرصاد الجوية، أزيد من 100 ملم وهي نسبة لم يتم تسجيلها حتى في عزّ فصل الشتاء، وكان لهذه الأمطار آثارا سلبية على قاطني الولاية ومستعملي الطرقات، حيث لقي شخصا مصرعه في حادث مرور، على مستوى بطيوة شرق الولاية، فيما أصيب 11 آخرين بجروح متفاوتة الخطويرة. بلغ عدد حوادث المرور المسجلة بسبب الانزلاقات وغلق الطرقات، حسب مصالح الحماية المدنية، 23 حادثا متفاوتة الخطورة، خلفت خسائر ماديّة معتبرة، كما أغرقت الأمطار المعتبرة عدّة طرقات ومحاور دوران بالمدينة على مستوى محور الباهية ومحور حيّ الصباح ومحور المرشد، حيث أغلقت عدة طرقات وطنية وولائية، بسبب انسداد البالوعات وتجمّع كميات هائلة من المياه في شكل بحيرات. تسبب ذلك في اختناق مروري شديد، مما استدعى تشكيل خلايا أزمة تحت إشراف الوالي ورؤساء الدوائر، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية والأمن والبلدية ومؤسسة سيور للتطهير من أجل ضخّ المياه المتجمّعة، على مستوى الطرقات وتواصلت هذه العمليات إلى غاية صباح الجمعة، أمّا المجمّعات السكنية،بما فيها الحضرية والفوضوية، فقد تسربت إليها مياه الأمطار، مما أدى إلى تضرر العائلات التي سارعت إلى الخروج إلى الشارع، مخافة حدوث انهيارات. وكذا الشأن بالنسبة للعائلات المقيمة داخل البنايات الهشّة بأحياء الحمري وسيدي الهواري والدرب وسانت أنطوان وغيرها، كما تسربت المياه إلى داخل مؤسسات استشفائية، على غرار مؤسسة علاج السرطان بمسرغين ومركز العلاج ببوتليليس ومستشفى عين الترك، إضافة إلى مدارس ابتدائية ومتوسطات ببوتليليس وقديل وبطيوة وببلدية سيدي الشحمي والبرية، حيث ارتفع منسوب المياه إلى مستوى كبير أفزع السكان، ودفعهم لقضاء الليل بالخارج مخافة الغرق، فيما قضى المقيمون على حواف الوديان ليلة رعب، نتيجة الفيضانات الطوفانية التي لم تتوقف طيلة اليومين الماضيين، وكذا الشأن ببلدية العنصر والأندلسيات وسيدي البشير وبوعمامة ومرسى الكبير، وحتى وسط المدينة وسوق المدينةالجديدة لم يسلما من الفيضانات، وقد خصصت مصالح الحماية المدنية، أزيد من 1600 عون و440 شاحنة من أجل التدخل على مستوى كافة النقاط السوداء، وتقديم يد العون للمنكوبين ليلا ونهارا.