أكدت شهادة تاريخية قدمها عبد الرحمن فارس في كتابه « الحقيقة المؤلمة» أن المغرب كان يتحين الفرصة للدخول إلى التراب الوطني وذلك قبل تنظيم استفتاء تقرير المصير يوم2 جويلية عام 1962، وتأتي هذه الشهادة لتدحض ادعاءات السيناتور السابق جمال الدين حبيبي الذي أدلى بتصريحات تؤكد أن الجزائر هي التي بادرت بالهجوم على المغرب مع أن رئيس الوزراء وزير الخارجية المغربي الأسبق عبد اللطيف الفيلالي أقر في مقابلة صحفية مع قناة الجزيرة الفضائية بأن الحرب على الجزائر في أكتوبر 1963 كانت قرارا سياسيا بإجماع من طرف الأحزاب السياسية. أكد المرحوم عبد الرحمن فارس في كتابه « الحقيقة المؤلمة» بأن محاولة تموقع القوات المغربية داخل الأراضي الجزائرية بدأت قبل الاستقلال وهو ما حمل جيش التحرير الجزائري إلى الحيلولة دون ذلك بإعطاء الأولوية وقال فارس بأنه في 18 جوان 1962 تلقيت مكالمة هاتفية من سفارة المغرب في باريس تخبرني بزيارة وزير العدل المغربي للجزائر، إثرها قمت باستقباله في المطار وأقمت حفل غذاء على شرفه، بعدها سلمني رسالة من الملك الحسن الثاني إذ بعد الاطلاع على محتواها قلت للوزير بأن الإجابة سيتلقاها غدا. إثرها التقيت بزملائي في الهيئة التنفيذية المؤقتة وأخبرتهم بمحتواها إذ يذكر الهيئة التنفيذية بوعود سابقة متعلقة برسم الحدود المشتركة بناء على وعود من طرف الحكومة المؤقتة السابقة، وبعدها أجبنا الموفد بأن مهمتنا ضمان الحدود على حالها إلى غاية تشكيل حكومة شرعية وطلبنا منه نقل الجواب إلى الملك الحسن الثاني. وتحسبا لأي طارئ أقمنا جسرا جويا يربط بين وهرانوبشار وقمنا بتوزيع جنودنا في المراكز الحدودية حيث تتواجد القوات الفرنسية وحيث كان الجنود المغاربة هم الآخرون يترصدون خلوها للاستيلاء عليها قبل الاستفتاء، حينها كان عبد المجيد مزيان هو المشرف على دائرة بشار فتولى مهمة الإشراف وطلب مني إرسال أحد أعضاء الهيئة التنفيذية لمساعدته وهو ما تم إذ أوفدنا عبد السلام وتمكن فعلا من تسوية جميع الأمور وهو ما مكننا من إجراء الاستفتاء. يذكر هنا أن الرئيس الأسبق أحمد بن بلة قد أكد في برنامج شهادة على العصر عام 2002 بان الجزائر كانت لا تمتلك العتاد العسكري لمهاجمة المغرب، ليضيف أن الجزائريين كانوا يعتبرن الحرب مع المغرب كفرا لمساندة الشعب المغربي للثورة الجزائرية بصفة يقول عنها إنها كانت مذهلة.