كشفت مصادر سياسية وبرلمانية ليبية رفيعة المستوى ومقربة من الكتل السياسية في المؤتمر الوطني الليبي العام عن قرب التوصل إلى مرشح بديل عن زيدان رئيس الحكومة الليبية الحالي في حال إقالته من المؤتمر أو تقديم استقالته. وأضافت المصادر أنه يتم حاليا تداول ثلاثة أسماء مرشحه للمنصب وهم سليمان قجم عضو المؤتمر الوطني الليبي وعبد الحميد النعمي مرشح سابق لرئاسة الحكومة ورئيس حزب الوسط الليبي إلى جانب محمد المفتي مرشح سابق أيضا لرئاسة الوزراء في ليبيا. يأتي ذلك، في وقت قررت فيه بريطانيا أن تسحب بصفة مؤقتة عددا من موظفي سفارتها في ليبيا بسبب مخاوف أمنية جراء الاضطرابات السياسية الأخيرة هناك، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إنه في ضوء التبعات الأمنية لحالة عدم اليقين السياسي القائمة، تسحب السفارة البريطانية مؤقتا عددا صغيرا من موظفيه. وأوضح البيان أن القرار معني في المقام الأول بأولئك العاملين في دعم الوزارات الحكومية التي تأثرت بالتطورات الأخيرة، حيث وفي نهاية الشهر الماضي، حاصر مسلحون وزارتي العدل والخارجية في العاصمة طرابلس للمطالبة بإقرار قانون للعزل السياسي يقضي بمنع رموز نظام العقيد معمر القذافي من تولي مناصب حكومية. من جهة أخرى، استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ما ورد على لسان الرئيس السابق للمجلس الوطني الانتقالي، المستشار مصطفى عبد الجليل، الذي اتهم الجماعة بالسيطرة على ليبيا وحماية رئيس الأركان، يوسف المنقوش، مهددة إياه باللجوء إلى القضاء. وقالت الجماعة، في بيان لها أمس الأول الخميس، إنها تستغرب تكرار هذا السلوك من عبد الجليل وتعلن بأنه لا سيطرة لها على مفاصل الدولة، وأن وجود عدد من أعضائها في بعض الوظائف السياسية من خلال عضويتهم في حزب العدالة والبناء، لا يؤهلها للتحكم في ليبيا والاستفراد بحكمها. ونقلت الجماعة وجود علاقة باللواء المنقوش، وطالبت عبد الجليل بتقديم أدلة على أقواله، معتبرة أن تعزيز حالة الاستقطاب والتجاذب السياسي بين الكتل والأطراف الوطنية من خلال إطلاق مثل هذه الاتهامات ليس من الحكمة في شيء، كما أكدت الجماعة بأنها تحتفظ بحقها في اللجوء إلى القضاء، ما لم تتوقف مثل هذه الادعاءات وطالبت عبد الجليل بالاعتذار لها رسميا. على صعيد آخر، أفاد مسؤول بالشرطة الليبية أن قنبلة انفجرت أمام مركز للشرطة في بنغازي أمس مما ألحق أضرارا بالمبنى وأدى إلى تحطم نوافذ مدرسة في الجهة المقابلة دون أن يسفر عن سقوط مصابين. وتعرضت مراكز شرطة لتفجيرات ثلاث مرات على الأقل في الشهر المنصرم في مدينة بنغازى بشرق البلاد وهي ثاني أكبر مدينة ليبيا، حيث تعرف الساحة الأمنية في ليبيا اضطرابا جراء استمرار المسلحين في محاصرة وزارتي الخارجية والعدل بطرابلس وذلك على الرغم من إقرار المؤتمر الوطني العام قانون العزل الأساسي الذي شكل مطلبهم الأساسي مقابل فك هذا الحصار.