تجمّع أمس حوالي 2000 طبيب عام، وأخصائي، وصيدلي، وجراح أسنان عامل بقطاع الصحة العمومية، وعدد معتبر من الأخصائيين النفسانيين، أمام المدخل الرئيسي لوزارة الصحة العمومية، وهم يهتفون بالعديد من الشعارات الهادفة، المنددة بحالة «ستاتيكو»، وحالة التجاهل والتهميش التي توجد عليها المطالب الاجتماعية المهنية المرفوعة من قبلهم، وناشدوا رئيس الجمهورية التفطن للخطورة التي قد تترتب عن هذا الوضع، الذي أصرّوا فيه من جديد على تمسكهم بخيار الإضراب والتجمعات، وتصعيدها بالوتائر التي تضمن تحقيق الحقوق المطالب بها. عاشت أمس المساحة المحادية للمدخل الرئيسي لوزارة الصحة تجمعا احتجاجيا حاشدا، شارك فيه بقوة حوالي 2000 طبيب عام، وأخصائي، وصيدلي، وجراح أسنان من قطاع الصحة العمومي، وعدد معتبر من الأخصائيين النفسانيين، وقد كانوا جميعهم مستائين ومتدمرين من لا مبالاة، وحالة الحقرة، والتهميش، والتجاهل التي تتعامل بها الوصاية، والسلطات العمومية معهم، ومع مطالبهم التي قال عنها وزير الصحة السعيد بركات، أنها «مطالب مشروعة»، وقال عن أصحابها الوزير الأول أحمد أويحي أن «أطرافا سياسية خسرت معاركها في الساحة السياسية، وتريد تحويلها إلى الساحة النقابية». هذه الحشود الكبيرة من ممارسي الصحة العمومية، تعاملت معها هذه المرة قوات الشرطة بكامل اللياقة والاحترام، بحيث كانت الساحة المحادية للوزارة مغطاة بأعداد كبيرة من أفراد الشرطة بالزي المدني، واللباس الرسمي، والسيارات الخاصة بمثل هذه المناسبات، وكانت االصحافة الوطنية والأجنبية تتحرك وسط الجموع بكامل الحرية، بعيدا عن التشنجات التي عادة ما تحدث بين الحين والآخر من بعض أفراد الشرطة، الذين يبالغون في تنفيذ التعليمات، ولا يدركون قانونية الدور، الذي يؤديه الصحافي. المتجمعون كانوا مطوقين بقوات الشرطة، وسُمح لهم باستعمال مكبر الصوت، وكانوا كلهم يهتفون بشكل جماعي، ويرددون شعارات هادفة تحت التصفيقات الصاخبة، وبأيدي العديد منهم اللافتات، والبطاقات الحمراء، المستعملة من قبل الحكام في كرة القدم، وكأنهم بناشدون رئيس الجمهورية أن يشهرها في وجه المتقاعسين، وطالبوا عبر هذه الهتافات وزير الصحة الاستماع لهم ، وفتح أبواب حوار جاد وحقيقي معهم، وفق ما هو منصوص عليه في قوانين الجمهورية، وهذا الحوار حسب ما يراه الدكتور الياس مرابط ، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، والدكتور محمد يوسفي، رئيس النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية، والأستاذ خالد كداد، رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، هو حوار المصالحة، والتفاوض الحقيقي حول الدرجة، والكيفية التي تُنفد بها المطالب. شعارات ممارسي الصحة كانت عديدة، وهادفة، ونذكر منها :«بركات يابركات»، « وان ثو ثري أوفا لاصونطي»، «أطباء في جحيم، وزراء في نعيم»، «يارئيس ياعزيز لا صونطي أقونيز»، « أس أو أس بوتفليقة أرواح تشوف الحقيقة»، « أطباء ممارسين ما راناش إرهابيين»، أفو لا سوناطراك، أنو لا ماطراك»، « وان ثو ثري أو فا لالجيري»، كان الجميع يهتف دفعة واحدة بها وبقوة، ولاشك أنها كانت تتناهى إلى مسامع المسؤولين والعاملين بالوزارة، الذين كان باب المدخل الرئيسي مغلقا عليهم، تحسبا من أي انزلاق للمحتجين داخل جدران الوزارة. وحسب الدكتور يوسفي و الدكتور مرابط ، فإن وزير الصحة وأمينه العام لم يكونا بمقر الوزارة، وقت التجمع، وهو الأمر الذي لم يمكنهم من إجراء أي اتصال بهما، وقد مكث المتجمعون المحتجون بمكان التجمع حوالي الساعتين، واكتفوا منذ البداية حتى النهاية بترديد الهتافات والشعارات المشار إليها وهم في قمة التذمر والاستياء، قبل أن يلتفّ الجميع حول الدكتور محمد يوسفي، والدكتور الياس مرابط، اللذين تداولا على الكلمة، وأكدا أن هذا التجاهل، وهذه اللامبالاة، الجارية، المتعمدة إزاءهم، من قبل السلطات العمومية لن تثنيهم عن مواصلة حركتهم الاحتجاجية، ولن تزيدهم إلا تمسكا بخيار الإضراب، وبالمطالب المشروعة المرفوعة، وذلك مهما كانت وسائل الضغط والترهيب والتهديد، وأساليب التضليل، التي تمارسها السلطات العمومية في حقنا، وهنا قال الدكتور يوسفي بأعلى صوته مخاطبا المسؤولين: اعطونا حقوقنا قبل فوات الأوان، لن نسمح لكم بتكسير قطاع الصحة العمومية، ولن نغادر البلاد. وبالموازاة مع هذا التجمع الوطني الحاشد بالعاصمة نظم ممارسو الصحة العمومية بولايات كل من وهران، سيدي بلعباس، قسنطينة، عنابة، ورقلة، وأدرار تجمعات حاشدة مماثلة، وكان مقررا أن تجتمع وزارة الصحة زوال أمس بعدد من النقابات الأخرى، بما فيها النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، ولكنها أجلته لأسباب غير معروفة، ومقرر أن ينظم ممارسو الصحة العمومية من جديد تجمعا آخر يوم الأربعاء المقبل أمام مقر قصر الحكومة، قبل أن يتجمعوا الأربعاء الذي يليه، أمام مقر رئاسة الجمهورية.