استبعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند احتمال أن توجه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ضربة الى سوريا قبل الأربعاء القادم، وقال إن بلاده لا تحبذ تدخلاً دولياً في سوريا، من شأنه الإطاحة بنظام الأسد، مشيرا إلى أنه في حال منع مجلس الأمن الدولي التوصل إلى قرار بالتدخل في سوريا، فإنّه قد يتمّ تشكيل تحالف دولي. اعتبر هولاند أن رفض البرلمان البريطاني السماح للحكومة بالمشاركة في عملية عسكرية محتملة ضد سوريا، لا يؤثر على إرادة بلاده لمعاقبة نظام بشار الأسد بسبب »شنه هجوما بالسلاح الكيميائي على شعبه«، وذكر هولاند في مقابلة مع صحيفة »لوموند« الفرنسية أنه يدعم اتخاذ إجراءات عقابية حازمة ردّا على الهجوم الكيميائي المزعوم قرب دمشق، مضيفا أن باريس ستعمل بتنسيق وثيق مع حلفائها. وأعلن الرئيس الفرنسي، أن بلاده لا تحبذ تدخلاً دولياً في سوريا، من شأنه الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، أو يوقع الدولة العربية في دائرة لا تنتهي من الفوضى، إلا أنه لم يستبعد مشاركة فرنسا في أي عمل محتمل، وقال هولاند، إن فرنسا ستقرر موقفها إزاء التصعيد الراهن في سوريا، من خلال المشاورات الوثيقة مع حلفائها، مشيراً إلى أنه في حالة إذا ما منع مجلس الأمن الدولي التوصل إلى قرار بالتدخل في سوريا، فإنه قد يتم تشكيل تحالف دولي. وكان مجلس العموم البريطاني رفض مساء الخميس السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردا على مزاعم استخدامه أسلحة كيميائية، في تصويت طغى عليه هاجس الخوف من تكرار السيناريو العراقي وشكل صفعة كبرى لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وإثر التصويت تعهد كاميرون احترام رادة النواب، وقال »اتضح لي أن البرلمان البريطاني، الذي يمثل آراء الشعب البريطاني، لا يريد تدخلا عسكريا بريطانيا، لقد أخذت علما بهذا الأمر والحكومة ستتصرف بناء عليه«، مؤكدا التزامه باحترام إرادة مجلس العموم الذي التأم في جلسة استثنائية بدعوة منه لبحث هذا الموضوع، وأضاف كاميرون على وقع صيحات نواب المعارضة »أؤمن بشدة بوجوب أن يكون هناك رد قوي على استخدام أسلحة كيميائية، ولكني أؤمن أيضا باحترام إرادة مجلس العموم«. وانتهى اجتماع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، أمس الأول، من دون إعلان أي نتائج، وامتنع الدبلوماسيون المشاركون عن الإدلاء بأي تصريحات في هذا الشأن، وقال البيت الأبيض وعلى لسان الناطق الرسمي إن الإدارة الأمريكية تملك سلسلة من البراهين تؤكد أن النظام السوري هو الوحيد القادر في سوريا على استخدام السلاح الكيميائي، وقال إن الحكومة الأمريكية تعمل على إعداد تقرير على أساس المعلومات التي جمعتها المخابرات الأمريكية حول استخدام السلطات السورية السلاح الكيميائي. وكشف وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمس، عن أن الولاياتالمتحدة ما تزال تعمل على تشكيل تحالف دولي للرد على الهجوم المفترض بالسلاح الكيميائي في سوريا، وقال هاغل خلال مؤتمر صحفي إن »نهجنا يقوم على مواصلة العمل على إيجاد تحالف دولي يتحرك بشكل موحد«، مؤكداً أن واشنطن تحترم قرار البرلمان البريطاني الذي رفض مذكرة قدمها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تدافع عن مبدأ التدخل العسكري في سوريا. جدير بالذكر، بأن وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله أعلن في مقابلة صحفية أن بلاده لن تشارك في عملية عسكرية في سوريا، وقال فسترفيله إنه لم يطلب من برلين المشاركة في عملية عسكرية ضد نظام دمشق ولا تفكر في مثل هذه المشاركة.