تتواصل عملية ترحيل »الحرّاقة« من قبل السلطات الإسبانية نحو موانئ الغرب على رأسها وهران، بشكل لافت للانتباه هذه الصائفة، إلى درجة أنّ عملية الترحيل أضحت تتّم كلّ أسبوع، وقد تمّ نهاية الأسبوع الماضي، ترحيل 17 شابّا من وهران نحو ميناء الغزوات. استقبلت مصالح الأمن بميناء الغزوات بتلمسان، قبل أيّام، 17 حرّاقا مصحوبين برجال الأمن الاسبان، بعدما تمّ ضبطهم في رحلة سريّة نحو السواحل الإسبانية في الأسابيع الأخيرة، حيث تمّ اكتشاف أمرهم قبل رسوّ القارب المطاطي الذي كانوا على متنه بالساحل، وتمّ اقتيادهم بعدها نحو مركز المهاجرين غير الشرعيين، أين تمّ اعتقالهم لأيّام والتحقيق معهم، وحسب ما ذكرته مصادر مقرّبة، يتعلّق الأمر ب 17 شابّا تتراوح أعمارهم ما بين 20 و32 سنة يقيمون بمناطق مختلفة بولاية وهران، نظّموا رحلة سريّة من أحد شواطئ عاصمة الغرب مقابل دفعهم لمبالغ مالية تتراوح ما بين 8 و12 مليون سنتيم، إلاّ أنّ رحلتهم باءت بالفشل بالوقوع في قبضة مصالح حرس السواحل، وتمّ إعادتهم من جديد إلى أرض الوطن، وحسب ما ذكره عائدون من رحلة الموت، فإنّ مراكز المهاجرين غير الشرعيين باسبانيا تغصّ بالحراقة الجزائريين والمغاربة وكذا من بلدان أخرى إفريقية وعربية مثل مالي والنيجر والعراق، حيث يتوافد هؤلاء بالعشرات أسبوعيا نحو السواحل الإسبانية من بينهم قصّر وفتيات، يتّم وضعهم في مراكز خاصّة، ويتّم دراسة ملفات الحرّاقة واحدا بواحد بعد التحقيق معهم والتأكّد من هويّتهم، حيث لا يحوز جلّهم على أيّة وثائق، وبعد ذلك يعرضون على المحاكمة في مقاطعة ألميريا لتحديد أسباب الهجرة غير الشرعية، لكن وحسب ما أكّده الحرّاقة الذين خاضوا غمار هذه التجربة، فإنّ وفير الحظّ هو فقط من يحظى بتأشيرة البقاء ورعاية منظّمة الصليب الأحمر العالمية، إذ لا يتّم الإبقاء إلاّ على 5 أو 6 أشخاص من بين فوج يتكوّن من 25 شخصا على سبيل المثال، أمّا البقيّة وأغلبهم جزائريو الجنسية يتّم ترحيلهم بعد مضيّ حوالي شهر على مكوثهم بمراكز المهاجرين. وبالتّالي فإنّ الرحلة التي يمنّى بها الشباب من مختلف ولايات الوطن والإغراءات والضمانات المقدّمة من قبل شبكات تهريب الحرّاقة، مجرّد أباطيل لحصد المزيد من الأرباح التي تقدّر تفوق ال 200 مليون سنتيم في الرحلة الواحدة، قد تنتهي في أحيان كثيرة إلى الهلاك بعرض البحر.