على وقع التنظيم المدرسي اليومي والساعي الجديد، والعطلة الأسبوعية المقررة ليومي الجمعة والسبت، وخيار الألوان الثلاثة الموحدة للمئزر، وفي خضم الاستعدادات والجهود الكبيرة المبذولة من أجل التكيف مع هذه الأوضاع الجديدة، يلتحق صباح اليوم بمقاعد الدراسة في الابتدائي والمتوسط والثانوي أكثر من ثمانية ملايين تلميذ، يتوزعون على 17995 مدرسة ابتدائية، و4853 متوسطة، و1825 ثانوية، عبر كامل التراب الوطني بشماله وجنوبه. يعطي وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد صباح اليوم من العاصمة إشارة انطلاق السنة الدراسية الجديدة، التي تتميز هذه السنة بعدة تدشينات، وانطلاق مشاريع، مقرر إنجازها بعدة ولايات من ضمنها تلك التي سيشرف عليها الوزير بنفسه نهار اليوم، في الدوائر الحضرية للشراقة، درارية، الحراش، الدارالبيضاء، والرويبة، ومع ذلك فإننا نقول أن المؤسسات التربوية القائمة مقبلة هذه السنة في خضم كل هذه التغييرات والتحويرات الكثيرة المستحدثة، والتي قد تتواصل، تطبيقا لما أقره المرسوم التنفيذي، الخاص بالتنظيم الدراسي الجديد، على صعوبات ومشاكل هيكلية عديدة، قد تحل نسبيا عن طريق المرونة وحرية التصرف الجزئية التي منحها وزير التربية لمديريات ومؤسسات التربية، عبر الولايات، لاسيما فيما يتعلق بالتوزيع الساعي، والتصرف في زوال الثلاثاء، واتباع نظام الدوام الواحد في التدريس بالتعليم الابتدائي، وهو مثلما قال الوزير نفسه هدف له الأولوية في برنامج الوزارة، وسيتم القضاء عليه بصفة نهائية في المخطط الخماسي، ويجب على كل مدراء التربية الذين مازال هذا النوع من النظام الدراسي موجودا لديهم إعطاءه الأولوية في البرمجة والانجاز، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول هذه الوضعية بعد الآن. وحسب الأرقام المعبر عنها من قبل وزير التربية الوطنية، فإن أزيد من ثمانية ملايين تلميذ سيلتحقون نهار اليوم بمؤسساتهم التربوية، ويتوزعون وفق ما أوضح على17995 مدرسة ابتدائية، و4853 متوسطة، و1825 ثانوية، يؤطرها قرابة 370259 مدرسا في كل أطوار التعليم ، أي بزيادة 5639 معلما مقارنة مع السنة الماضية، وزيادة 10055 منصب عمل جديد. ومثلما هو معلوم، فإن وزارة التربية أعادت النظر في تنظيم السنة الدراسية من حيث وتيرة العطل المدرسية، ورزنامة الفروض والاختبارات الفصلية، والامتحانات الرسمية، لضمان الانسجام مع أحكام المادة 31 من القانون التوجيهي للتربية 08.04، المؤرخ في 23 جانفي 2008 ، القاضية بضمان 32 أسبوع دراسة، تتخللها فترات عطل مدرسية ، وبهذا ستمتد الدراسة ولأول مرة إلى 35 أسبوعا، بعدما كانت أسابيع السنة الدراسية خلال السنوات الماضية لا تتجاوز 27 أسبوع، على اعتبار أن الدراسة كانت تتوقف بتاريخ 20 ماي في أحسن الأحوال، كما أنها أيضا اتخذت قرارا، بشأن المناطق الجنوبية من البلاد، يقضي بتشغيل المؤسسات المدرسية للتعليم الابتدائي، ابتداء من الساعة السابعة صباحا ، وهذا بداية من شهر سبتمبر إلى نهاية أكتوبر، ثم من بداية شهر أفريل إلى نهاية السنة، بالنسبة للمدارس الابتدائية كمرحلة أولى، إلى جانب تعميم التكيف الهوائي على كل مؤسسات ولايات الجنوب، في كل فترات الحرارة، وأن لا يقتصر تشغيلها على أيام الامتحانات الرسمية فقط، علما أن وزارة التربية أفردت ميزانية خاصة لتغطية الاحتياجات في هذا الجانب، وكان الوزير بن بوزيد أمر مديري التربية بولايات الجنوب السهر على استكمال هذا البرنامج في أقرب الآجال، وتنظيم زيارات ميدانية لمعرفة واقع المؤسسات التربوية على حقيقته، واتخاذ الإجراءات العملية لمعالجة ما يلاحظ من اختلال في التسيير، أو نقص في التجهيز والتأثيث. هذه الإجراءات وغيرها، قال عنها الوزير أنها ستسمح لا محالة من توفير الشروط الملائمة للدراسة، بعيدا عن تأثير عوامل الطبيعة للولايات المعنية بارتفاع درجة الحرارة، وتسمح لعامة تلاميذ أقسام الامتحانات بإتمام المناهج في الوقت المحدد، مع توفير الوقت الضروري للمراجعة، قصد التحضير لامتحانات نهاية السنة، ويصبح شهر جوان فترة دراسة فعلية، يتم فيه كذلك تقييم المعارف والكفاءات المكتسبة، خلال هذه المرحلة. ومن المقرر أن يكون الدرس الافتتاحي لهذا الموسم الدراسي الجديد حول التعريف بمرض أنفلونزا الخنازير، وكيفية الاحتياط منه، والتعامل مع الحالات المرضية التي قد تظهر هنا أو هناك، وقد أعدت لذلك وزارة التربية كل الترتيبات والاحتياطات الصحية اللازمة بالتنسيق مع وزارة الصحة، ضمن مخطط تحسيسي ووقائي واسع ومتواصل.