فتح الدكتور عبد الحق مكي عضو في ميكانيزم التنسيق الخاص بالصندوق العالمي لمكافحة الايدز والمدير التنفيذي للوكالة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث النار على الممارسات التي لجأت إليها بعض الجمعيات في قطاع الصحة والتي نصبت نفسها وصية على المرضى المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، مافيا السيدا كما وصفها الدكتور قامت بتحويل أموال طائلة خدمة لمصالحها الشخصية وذلك على حساب هؤلاء المرضى، ناهيك عن كونها ضيعت فرص تمويل خارجي كان من الممكن أن تستفيد منها الجزائر لمكافحة الايدز، لا سيما تلك التي يقترحها الصندوق العالمي المختص في مكافحة المرض. انتقد الدكتور مكي خلال ندوة »ضيف التحرير« التي نظمتها »صوت الأحرار« حول تطور مرض فقدان المناعة المكتسبة بالجزائر دور بعض الجمعيات التي تنشط في قطاع الصحة والتي قال إنها تحولت عن مسارها الحقيقي وتخصصت في أمراض معينة بدل العمل على تجنيد طاقات المجتمع في إطار عام لمواجهة الانتشار الرهيب للايدز بالجزائر. وفي هذا السياق قال الدكتور » هناك أربع جمعيات نصبت نفسها وصية على مرضى السيدا بالجزائر وأنا كنت في وقت سابق قد صرحت أنها استغلت أموال المرضى التي استفادت منها لأغراض غير جمعوية وحولتها عن مسارها الحقيقي الذي يفترض أن يقوم على أساس دعم المرضى وتقديم مساعدات لهم، وبذلك أصبحنا أمام كتلة من الناس أعطت لنفسها هذا الحق«. الدكتور مكي أكد أن الجزائر بصدد مواجهة ما أسماه ب مافيا السيدا التي تريد أن تسيطر على جميع الهياكل، هي متكونة من أساتذة وجامعيين وتضغط من أجل تحقيق مصالحها، كما أنها كانت سببا في ضياع فرص التمويل التي يقدمها الصندوق العالمي لمكافحة السيدا، علما أن هذا الصندوق التابع لمنظمة الأممالمتحدة ممول من طرف القطاع العام والخاص ويسعى إلى التنسيق مع الدول والحركات الجمعوية على حد سواء من أجل التكفل بالمرضى المصابين بالايدز وذلك من خلال الدعم الذي يقدمه في كل جولة. واستنادا للشروحات التي قدمها الدكتور حول الصندوق العالمي المختص في مكافحة السيدا، فإن الجزائر دخلت في مفاوضات مع الصندوق خاصة بالجولة الممتدة من سنة 2004 إلى 2007 واستفادت حينها من دعم مالي مقدر ب 8 ملايين دولار وزعت على الجمعيات ومختلف القطاعات الصحية، لكن ما حدث هو أن سوء تسيير ميكانيزم التنسيق الخاص بالصندوق العالمي لمكافحة الايدز الذي التزم بتمثيل الجزائر مع الصندوق العالمي حال دون تمكين الجزائر من كسب جولات أخرى وحرم المرضى المصابين بالايدز من الدعم. خلال السنوات الثلاث الأخيرة من 2004 على 2007 كانت هناك لقاءات مع الصندوق العالمي وكانت لها مصالح شخصية سيطرت على قضية السيدا وبسبب ما قامت به هذه الجمعيات فقد ضيعت على الجزائر فرص للاستفادة من تمويلات ودعم الصندوق العالمي لمكافحة مرض فقدان المناعة الصندوق العالمي لمكافحة السيدا يتعامل مع الدول مباشرة وفي قانون هذا الصندوق لا بد أن يتعامل كذلك مع المجتمع المدني وأضاف الدكتور مكي أن الجزائر خسرت كذلك الجولة الثامنة الممتدة من سنة 2008 إلى 2011، كما ضيعت عديد الجولات ولعل أهم الأسباب التي كانت وراء تضييع فرص التمويل ترتبط بممارسات هذه الكتلة الجمعوية، وكذا أسباب تقنية متعلقة بتسيير ميكانيزم التنسيق الخاص بالصندوق العالمي لمكافحة الايدز المنصب على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والذي لا يزال معطلا باعتبار أن الصندوق العالمي لا يتعامل إلا مع هيئات جديدة لهذا الميكانيزم، في حين نجد أن هذا الميكانيزم بقي مجمدا ولم يتجدد. الجزائر خسرت الجولة الثامنة يقول المتحدث لأننا قدمنا ملفا غير متوازنا رفض من الناحية التقنية. وبالرغم من أن الجزائر خسرت هذه الجولة إلا أن الصندوق العالمي اتخذ مبادرة أخرى لتمويل داخل الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الايدز ولكن السلطات المعنية في البلاد لم تؤسس إلى يومنا هذا من أجل تجديد ميكانيزم التنسيق الخاص بالصندوق العالمي لمكافحة الايدز الذي يبقى الوسيط الوحيد مع الصندوق العالمي. وأمام هذا المعطيات جدد الدكتور عبد الحق مكي دعوته إلى الأطراف الفاعلة في القطاع الصحي إلى العمل من أجل تجاوز كل هذه الاعتبارات، مؤكدا أن الجزائر موجودة في وسط تحولات إنسانية، فهناك 22 مليون مريض بالسيدا في القارة السمراء، 780 ألف في أوربا، 380 ألف في المغرب العربي، 320 ألف في دول المشرق والعالم يعرف تحولات جذرية كبيرة، وعليه فيجب أن تكون هناك لجنة مختصة تحت إشراف وزارة الصحة وليس تحت وصاية الوزير الأول تتعامل يوميا مع هذا الملف، كما يجب إعلام الناس بخطورة الأمر ويجب أن يكون هناك تمويل أفضل للإستراتيجية الوطنية، فهناك إمكانيات لأن القضية مصيرية.