يشرع، اليوم، الوزير الأول عبد المالك سلال بزيارة عمل لولاية غرداية، تندرج في إطار تنفيذ برنامج التنمية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث سيقوم بدراسة سير تنفيذ وتقدم عدة مشاريع اجتماعية واقتصادية في الولاية، والتي تشمل بالخصوص قطاعات السكن والعمران والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والشباب والرياضة والموارد المائية والأشغال العمومية والطاقة والمناجم والفلاحة والتنمية الريفية، كما سيترأس اجتماعا موسعا لممثلي المجتمع المدني. سيتفقد الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته اليوم لولاية غرداية عدة مشاريع تنموية اجتماعية واقتصادية، حيث سيستهل الوزير الذي سيكون مرافق بوفد وزاري هام حسب بيان أصدره ديوان الوزير الأول، أول أمس، بمعاينة ورشة مشروع إنجاز 648 سكن بصيغة السكن العمومي الإيجاري بمنطقة متليلي الجديدة، كما سيطلع على ورشة إنجاز قطب جامعي بطاقة 000,6 مقعد بيداغوجي الذي يضم أربعة معاهد منها واحد للعلوم الإجتماعية »1000 مقعد« وآخر للأنشطة الرياضية 1000 مقعد ومعهد للعلوم الإنسانية 2000 مقعد ومعهد للعلوم التقنية 2000 مقعد. كما سيعاين الوزير الأول ورشة إنجاز إقامة جامعية بطاقة 000,3 سرير ومختلف مرافقها والتي تقع على مستوى منطقة العلوم بإقليم بلدية بنورة ( 10 كلم جنوب شرق عاصمة الولاية)، ودائما بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي سيعاين أشغال إنجاز مقر لمديرية الخدمات الجامعية ومطعم مركزي و70 سكن موجه لفائدة أساتذة القطاع . وسيواصل سلال هذه الزيارة بتفقد مدى تقدم أشغال إنجاز مرفق استشفائي متخصص في الطب النفسي ومدرسة للتكوين الشبه الطبي ومركز لإزالة التسممات وذلك قبل أن يتلقى توضيحات حول الدراسة الخاصة بمشروع إنجاز مستشفى بطاقة 240 سرير، وبمنطقة النوميرات بإقليم بلدية العطف سيضع الوزير حيز الاستغلال مركز استقبال وإيواء للشباب بطاقة 100 سرير الذي يقع بجوار الملعب الأولمبي وقاعة متعددة الرياضات بذات الجماعة المحلية . وخلال هذه الزيارة سيتفقد الوزير الأول كذلك السير الوظيفي لمحطة معالجة عن طريق التصفية الطبيعية للمياه المستعملة لأربع بلديات تقع بسهل وادي ميزاب قبل أن يعاين أشغال إنجاز مسار مزدوج للطريق الوطني رقم 1 على مسافة 44 كلم بين مدينتي غرداية وبريان، كما سيتفقد مشروع إنجاز محطة شمسية صغيرة بطاقة 1,1 ميغاوات تمتد على مساحة 10 هكتارات وتتوفر على 000,6 لوحة كهروضوئية تقع بالقرب من منطقة وادي نشو. وسيشرف الوزير الأول بالمناسبة على تسليم مقررات لمستثمرات فلاحية وتربية المواشي لفائدة عدد من شباب المنطقة في إطار صيغة الامتياز، كما سيترأس الوزير الأول في ختام هذه الزيارة اجتماعا موسعا مع ممثلي المجتمع المدني لاستكشاف الأعمال التي من شأنها أن تحسن بصفة أفضل التنمية المنسجمة بهذه الولاية. وتشهد ولاية غرداية التي تزخر بتنوعها البيولوجي وثروتها الزراعية ومواردها المائية الهامة والتي تتأهب، اليوم، لاستقبال الوزير الأول عبد المالك سلال تحولات هامة على كافة الأصعدة، وترافق الجهود المبذولة من طرف الدولة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية لهذه الولاية هذه المميزات الطبيعية الاستثنائية مما يؤهل الولاية لأن تصبح »قطبا« اقتصاديا جهويا من المستوى الأول في قطاع الفلاحة وتربية المواشي والأنعام، كما أن ولاية غرداية المعروفة بتراثها المادي وغير المادي العالمي المصنف مرت بتطورات هامة في مختلف القطاعات بفضل الاستثمارات التي خصصتها الدولة للسماح لها بضمان تنمية مستدامة مولدة للثروات. وعلى الرغم من هذه الجهود المبذولة سجلت ولاية غرداية في أكتوبر 2008 مرحلة ركود فرضتها موجة الفيضانات التي عصفت بالمنطقة مما دفع السلطات المحلية إلى إطلاق برنامج خاص لتقديم المساعدة للمنكوبين ومحو مخلفات هذه الكارثة الطبيعية، ولمواجهة الوضعية فقد رصد أكثر من 40 مليار دج لتجسيد هذا البرنامج المستعجل من أجل التكفل بالمنكوبين وإعادة بناء المنشآت التي تضررت بفعل الفيضانات والتصدي للفيضانات الدورية التي تشهدها وادي ميزاب وذلك من خلال إنجاز حواجز وسدود ومراقبة سرير الوادي والقضاء على أي بناء على مستوى مجرى الوادي. وسعت ولاية غرداية بعد ذلك إلى إعادة إطلاق تنمية مولدة للثروات لسكانها حيث فتحت أمامها آفاق جديدة لاسيما في قطاع الفلاحة والري والإستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة - كما ذكر المسؤلون المحليون، ومن أجل تمويل استثمارات ذات المنفعة العمومية وتحريك عجلة التنمية الإقتصادية، تم تخصيص أكثر من 71 مليار دج في إطار المخطط الخماسي الحالي (2010 2014 ) والذي رصد جزء هام منه لقطاع الموارد المائية. وفضلا عن استكمال المشروع الضخم لتطهير وحماية وادي ميزاب ضد الفيضانات الدورية يرتقب تجسيد أشغال لحماية وتبليط الوادي على مسافة تقارب 5,2كلم، كما يعرف قطاع الفلاحة آفاقا جديدة بدخول أربع محطات لتصفية المياه المستعملة طبيعيا حيز الخدمة بكل من بريان والقرارة وغرداية والمنيعة، حيث سيتم توجيه المياه المصفاة لسقي المحيطات الفلاحية الجديدة على مساحة إجمالية تفوق 000,1 هكتار، حيث ستساهم هذه العملية في وضع حد للعوائق التي يواجهها عديد الفلاحين في ما يتعلق بالسقي الزراعي. وعلى الرغم من مناخها الجاف وقلة تساقط الأمطار بها فقد نجحت ولاية غرداية في استقطاب المستثمرين الفلاحين بفضل تسهيلات الحصول على الأراضي الفلاحية ووفرة الموارد المائية لفائدة قطاع الفلاحة، وقد تم برمجت عديد المشاريع لرفع القدرات الفلاحية للمنطقة وتحسين وتثمين إنتاجها الفلاحي باستحداث 95 محيطا فلاحيا جديدا بمجموع 28 ألف هكتار، حسب ما أوضح مسؤول الإحصائيات لدى مديرية المصالح الفلاحية. وفي ما يتعلق بقطاع السكن فقد استفادت المنطقة من حصة 19913 للسكن الريفي من بينها 7789 مستكملة و3468 جاري إنجازها وحصة بحوالي 44200 سكن بالنسبة للصيغ السكنية الأخرى حيث يوشك جزء هام منها على الانتهاء، كما تم تحديد أكثر من 22 ألف قطعة أرض موجهة للبناء الذاتي حيث تسجل هذه الصيغة إقبالا كبيرا، وتجري حاليا دراسة الطلبات عليها وذلك بالموازاة مع إطلاق برنامج إعادة تأهيل القصور وتحسين الإطار المعيشي والتهيئة العمرانية حسب ما أوضحت مديرية السكن والتجهيزات العمومية. ومن أجل تحسين شبكة طرقات الولاية فقد تم إطلاق برنامج لتعزيز وازدواجية الطرقات على مستوى الطريقين الوطنيين رقم 1 و49 ما بين غرداية وولايتي الأغواط وورقلة على التوالي فضلا عن استكمال أشغال إنجاز الطرقات الالتفافية لوادي ميزاب ومنطقة بريان وإنجاز دور الصيانة.وسيسمح تجسيد المخطط الخماسي الجاري 2010 و2014 من جهة أخرى بإنجاز ثلاث مستشفيات بطاقة 250 و120 و60 سرير وأربع عيادات متعددة الخدمات و13 قاعة علاج ومؤسسة إستشفائية خاصة للأمراض العقلية بسعة 30 سرير ومركز لعلاج ومكافحة إدمان المخدرات، كما حظي من جهته قطاع التعليم العالي باهتمام بالغ من خلال إطلاق مشروع إنجاز قطب جامعي ثالث بطاقة 6 آلاف مقعد بيداغوجين، وعرف بدوره قطاع الطاقة لاسيما الخضراء اهتماما كبيرا من خلال إطلاق أول مشروع نموذجي لمحطة شمسية مصغرة بطاقة 1 ميغاواط بالقرب من وادي نشو ب 6آلاف لوحة ضوئية.