بدأ أمس الاجتماع التحضيري لمؤتمر »جنيف 2«، والتقى مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، في جنيف مع مسؤولين أميركيين وروس كبار، في محاولة جديدة لتحديد موعد لعقد المؤتمر الرامي لإخراج سوريا من أزمتها بالسبل السياسية. واجتمع الإبراهيمي بالوفدين الروسي المتمثل بنائبي وزير الخارجية غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف والوفد الأمريكي برئاسة وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ويندي شرمان إلى جانب السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد. وقالت التقارير إنّ لقاء ثلاثيا جمع مسؤولي واشنطن وموسكو بالإبراهيمي، مضيفة بأنّ قدري جميل الأمين العام للجبهة السورية الشعبية للتحرير والتغيير وصل جنيف، بينما نقلت التقارير عن مصادر في المعارضة السورية أن السلطات السورية منعت وزير المصالحة السورية علي حيدر من الذهاب إلى جنيف، كما أفادت التقارير، بانضمام ممثلين عن 3 دول أخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الصين وفرنسا وبريطانيا للاجتماع. وكان غاتيلوف سبق وأن قال لوسائل إعلام روسية إن اللقاء في جنيف سيبحث جميع المسائل المتعلقة بتنظيم مؤتمر جنيف، كما توقع أن يقوم الإبراهيمي خلال اللقاء بإطلاع المجتمعين على نتائج جولته الأخيرة في دول المنطقة. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أكّدت تمسّكها بهدف عقد مؤتمر جنيف في نوفمبر الجاري، مشددة على ضرورة أن يعقد دون أي شروط مسبقة، بحسب ما نقل عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف التي شدّدت على أنّ واشنطن تؤمن بأنّ تحديد موعد للمؤتمر أمر ملح كي يتركّز على تطبيق بيان »جنيف 1«. يشار إلى أنّ وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أعلن مساء الاثنين أن نظام الرئيس بشار الأسد لن يذهب إلى مؤتمر »جنيف 2« المزمع عقده لحل الأزمة السورية لتسليم السلطة، وهو ما تطالب به المعارضة والدول الداعمة لها، موضحا أنه لو كان الأمر كذلك لسلم الأسد السلطة في دمشق سابقا ووفر الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة. وأضاف الوزير أن ما سيحصل في المؤتمر الذي تبذل جهود دبلوماسية لعقده في وقت لاحق هذا الشهر في جنيف هو عملية سياسية وليس تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية، موضحا أنّ من يتصور غير ذلك فعليه أن يقرأ بيان جنيف الأول جيدا أو بعدم الذهاب إلى المؤتمر المرتقب كي لا يكون موضع تهكّم الحاضرين، وقال الزعبي إن الرئيس بشار الأسد سيكون رئيسا لسوريا في جميع الأوقات التي يحلم البعض ألاّ يكون رئيسا فيها. ونص بيان مؤتمر »جنيف 1« الذي صدر في 30 جوان 2012 على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، من دون التطرّق إلى مصير الرئيس الأسد الذي تنتهي ولايته في العام .2014