❍ أيها الجار الذي جار، وجار، وجار، ولم تتوقف أبدا عن غيك وجورك في حق اخوتك يا من لا أخوة له، كن مرة واحدة صادقا في أقوالك حتى يحكم المجتمع الدولي على صدقك في أقوالك، فيكون رأيهم فيك أزكى من رأيك في نفسك. ليس من الخلق الحسن والفضيلة الصادقة أن تلبس لبوس المصانعة والمرواغة والمخادعة، إلى درجة انك تقتل الميت وتمشي في جنازته، محاولا ذر الرماد في عيون شعبك الأبي النقي الأصيل، حرام عليك أن تصيب تاريخه المجيد ومناقبه الحميدة بصديدك وزورك وبهتانك. عبثا تحاول أن تلبس الحق بالباطل وأنت تعلم فتتعمد فعل السيئة على أن أنها حسنة، فتسير بذلك في طريق الرذيلة، وتوهم أهلك، ومن حولك على أنك تمشي في طريق الفضيلة، ومهما يكن عند امرء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم. نظام تكتشف عيوبه ومساوئه باستمرار فمال عليه المجتمع الدولي ومال به، فراح يهذي باحثا عن منفذ يسترجع من خلاله أنفاسه، عن ملجأ يأوي إليه، يدفن فيه رأسه سترا لعيوبه في محاولة فاشلة لمسح عرق المتاعب التي اصاب بها الشعب المغربي الشقيق العزيز، العرق المتصبب على جبينه دون جدوى، سال على عينيه فحجب عنه وضوح الرؤية. مثله مثل الذي ذهب إلله بنوره وتركه في ظلمة لا يبصر فراح يتلمس في ليل حالك بيدين ملطختين بدماء الأبرياء من الاخوة الأشقاء لا يفرق بين ملمس الورود وملمس الأشواك، فأدمت الأشواك أنامله وأكفه، فراح يصرخ صراخ المهلوسين زالمزطولينس حتى جعل من نصفه يرفض أن يتلقى أو يتقبل العزاء من نصفه الآخر، ذلك أنه يدعي تشييد وحراسة بيوت الله، ولا يتورع أن يهدم بيوت صلة الرحم على رؤوس المسلمين المستضعفين. هذه السلوكات المهلوسة، والتصرفات زالمزطولةس وألم إبر الأشواك الحادة وسحب الثقة الأممية، هذه وغيرها جملة من شأنها خلق حالة نفسية مضطربة متشنجة، عكست حجما مغلقا وكما كامنا من الغضب الذي أوله جنون وآخره ندامة ندامة لا تكفي للشفاء من مرض به مزمنا بتكرار نوبات تعني ان الناطق يظهر عكسها. مريب ومذهل ما سقطت عنه الأقنعة في الخطاب الأخير للملك السادس حينما يتكلم عن حقوق الانسان المتدهورة اوضاعها ليس في الصحراء الغربية فحسب إنما في المغرب الشقيق، بما في ذلك شماله، إذا ما استثينا زبانية اخرجهم من غياهب سجون نظامه وأرشاهم واشترى ذممهم بالمرتبات العالية والتعويضات المغرية والمساكن الفاخرة والاقامة في الفنادق ذات النجوم الخمسة مضاف إليهم اولئك الذين يبحثون عن مجد حققه أسلافهم النبلاء، فضيعوه كخلف خلفوهم، ففرطوا فيه. أيها الملك سجنت اطفالنا، وأسأت علمنا وقد سبق لنظامك أن انقض علينا ظلما وعدوانا ودماؤنا تنزف وجراحنا لم تندمل بعد، وطرد مواطنينا، إنها تجارة غير مربحة، أنى يأتي الربح لمن يشتري الضلالة بالهدى، إنما مآله الخسران المبين، وذاك ما فعله معنا الاستعمار الفرنسي ببغض وحقد وغل، والذي حررنا منه كامل أرضنا وعرضنا بالحديد والنار. ما كتبت بدافع الكتابة لأن المسألة بالنسبة لنا لا تتعدى مستوى احد منتخبي بلديات الحدود، إنما كتبت بدافع الشهادة وللتأريخ حتى يعلم الورى من البادي بالظلم، ومن ينقض على الأخوة الأشقاء بعد ان يتحرروا من الاستعمار. كتبت لأقول آه لو أنك وجهت نداء إلى الشعب المغربي الشقيق لتحرير سبتة ومليلة لوجدوا إخوتهم الجزائريين امامهم في خط النار الأول، كما فعلوها مع أشقائهم التونسيين في عملية إجلاء الجيش الفرنسي من بنزرت التونسية. بالله عليك لو سألك التاريخ، هل عرف التاريخ شعبا تحت وطأة استعمارين في زمن واحد ظاهر وآخر متربص، فإذا ما ناضل وافتك استقلاله من الأول انقض عليه المتربص، ليجد نفسه تحت استعمار ثان فما هو جوابك يا من يدعي الانسانية أيها الجار الذي جار...!؟