- لا نعلق على التحقيقات لكننا على علم تام بما يحدث في قطاع الطاقة بالجزائر - واشنطن منزعجة من قاعدة 51/49 وعدم تدخل الجزائر في الجوار المتوتر - نعمل مع الحكومة الجزائرية لتحديد تاريخ لزيارة كيري - علينا فهم ما يدور بالجزائر من السياسيين في إطار مهمة بديهية للسفراء سُئل هنري آنشر، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر أمس، حول ماذا سيكون الموقف الأمريكي في حال أثبتت الطبقة السياسية أن الرئاسيات المقبلة مزورة، فرد قائلا "الولاياتالمتحدة مع تنظيم انتخابات حرة وشفافة وستتعامل مع الرئيس الجزائري المنتخب بهذه المعايير"، معتبرا ترشح الرئيس بوتفليقة للرابعة من عدمه "شأن داخلي". امتنع السفير الأمريكي، أمس، في ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الأمريكية، عن الرد على ثلاثة أسئلة جوهرية حاليا في العلاقات الجزائريةالأمريكية، السؤال الأول يتعلق بما إذا كان وزير الطاقة السابق شكيب خليل حاملا للجنسية الأمريكية، والثاني يتعلق بنتائج ووتيرة التحقيقات مع مؤسسات أمريكية كان لها علاقة بفضائح قطاع الطاقة الأخيرة بالجزائر، كما تملص السفير أيضا من الإجابة على سؤال يتعرض لوجود أو عدم وجود استفسار رسمي من الحكومة الجزائرية حول عمليات التجسس الأمريكية التي انكشفت مؤخرا، وطالت عددا من البلدان وقادة دول العالم وظهرت الجزائر أنها من ضحاياها. أما باقي الأسئلة، فلم يجد السفير الأمريكي الرد ترددا أو حرجا في الرد عليها، فمن بين التعليقات مثلا حول الفضائح التي ضربت قطاع الطاقة واحتمال تحويل شكيب خليل للجزائر بصفته مبحوث عنه دوليا "قال هنري آنشر ليس من مبادئ الولاياتالمتحدة التعليق على تحقيقات جارية، ولكننا على اطلاع ومعرفة تامة بما يحدث". وعن مستقبل الاستثمارات الأمريكية في الجزائر ونسبتها الحالية، لم يخف السفير أن "قاعدة 51/49 لا تحفز كثيرا ونأمل في أن تتغير"، مبديا بذلك انزعاجا ضمنيا من القاعدة التي أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، من فرنسا، بأنها حاليا غير قابلة للمراجعة، مضيفا "التوجه الاقتصادي الأمريكي يميل كثيرا نحو الاستثمار ذي رأس المال الأمريكي الخالص"، كما عبر السفير الأمريكي عن أمله في أن تضفي الحكومة الجزائرية شيئا من المرونة إزاء مسألة تحويل فوائد الشركات إلى الخارج. كما كشف السفير في سياق متصل أن هناك بنوكا أمريكية مهتمة بالاستثمار في الجزائر "في حال ساعدها المناخ والقانون الجزائري"، وفي مجال مغاير، أوضح أيضا أن الحكومتين الجزائريةوالأمريكية يعملان على تحديد تاريخ جديد لكاتب الدولة الأمريكي للخارجية جون كيري، الذي كانت واشنطن قد أعلنت تأجيل زيارته. وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال السفير الأمريكي ردا على سؤال يتعلق باحتمال رفض نتائجها من الطبقة السياسية في حال ثبت التزوير، قال "لقد علمونا في الدبلوماسية أننا لا نرد على الاحتمالات ولكن أقول الولاياتالمتحدةالأمريكية مع تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، ونحن سنتعامل فقط مع الرئيس الجزائري الذي يُنتخب وفقها"، معتبرا ترشح أيا كان للرئاسيات بما في ذلك الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة "شأن جزائري داخلي". كما بارك السفير الأمريكي حضور المراقبين الدوليين عند كل انتخابات تجريها الجزائر "لأن ذلك يضعها في خانة الشفافية". وبخصوص انزعاج الجزائر من المقابلات التي يجريها سفراء غربيون مع فاعلين سياسيين ومن المجتمع المدني، رد السفير "إن دور كل سفير هو فهم ما يدور في البلد الذي هو فيه، فكيف يمكننا فعل ذلك إذا لم نتواصل مع هؤلاء، فكل السفراء يفعلون هذا وحتى أنتم لديكم سفيرا نشيطا جدا في الولاياتالمتحدة وقد يكون يعرف بلدي أحسن مني". على الصعيد الأمني والتوترات الحاصلة حول حدود الجزائر، قال هنري آنشر إن بلاده تثق تماما في القدرات الجزائرية "لضمان أمن الرعايا الأمريكيين وتحيي المجهودات المبذولة في هذا الإطار". ولم يخف السفير الأمريكي أن بلاده من الدول التي تدعو الجزائر للعب دور أمني كبير في الجوار وسبق وعبّر عنه الوزير الأول عبد المالك سلال بأنها إرادة غربية لدفع الجزائر إلى التدخل في دول الجوار، إذ قال ممثل واشنطن الدبلوماسي، "نحترم موقف الجزائر في هذا الشأن المستمد من دستورها ولكن هناك دول تفقد سيادتها واستقرارها من حول الجزائر ويستحكم الإرهاب في ربوعها وهي في حاجة إلى حماية"، وهي إجابة ضمنية من واشنطن على تبرير الجزائر حول رفضها التدخل.