انتشر عند الكثيرين، خطأ، تناول المكملات الغذائية بطريقة عشوائية، سواء الفيتامينات أو مضادات الأكسدة، من دون التعرف على طريقة تناولها والجرعة المطلوبة وما إذا كان لها آثار جانبية متناسين بأنها مستحضرات هدفها تكملة النظام الغذائي . يقبل العديد من الأولياء على شراء المكملات الغذائية وأهمها الفيتامينات سولين، فيتافون، ألفيتيل، والكالسيوم، والحديد وغيره من أنواع الفيتامينات، حيث قالت مليكة أنها تعتمد في تغذية ابنتها التي تبلغ من العمر العامين على إضافة الكالسيوم والفيتامين د، وذلك بطلب من الطبيب المختص، نظرا لعدم قدرتها على توفير الأكل الصحي لها وذلك راجع لارتفاع أسعار اللحوم والأسماك فهي لا تستطيع توفير مثل هذه المنتجات يوميا لتغذية إبنتها، حيث قامت بتعويضها بمكملات غذائية أخرى، في حين قالت نصيرة بأنها تمنح ابنها البالغ من العمر العشر سنوات حبوب الكاليسيوم والحديد وذلك لدعم نموه، مشيرة إلى أنها تمنحها إياها دون استشارة الطبيب، بل قناعة منها بأن استهلاكه لمثل هذه الحبوب لن يؤثر سلبا على نموه بل العكس. في حين قالت سمية بأنها تتجنب منح أبنائها مثل هذه المكملات الغذائية بالرغم من أنهم يعانون من سوء التغذية وهي واعية بهذا النقص لكنها تتفادى منحهم إياهم، وفي نفس الموضوع قال مليك بأنه من الضروري للأطفال تناول مثل هذه الحبوب فهو يقتني هذه الأخيرة لأبنائه، علما أنه لا يستطيع توفير المواد الضرورية والأساسية التي تدخل ضمن التغذية السليمة والمتزنة فعليه تعويض هذا النقص بشراء فيتامين د والكالسيوم. من جهتها أكدت الدكتورة زرارقة المختصة في طب الأطفال بأن الكثير من الجزائريين يمنحون أبنائهم مكملات غذائية، والذي يرجع حسبها إلى عدم تساوي التغذية والنقص الذي يعاني منه الأطفال من تناول الخضر والفواكه واللحوم، والأسماك لأن هذه الأخيرة تحتوي على الكثير من الكالسيوم والفيتامين د وهذا مهم جدا للعظام مرجعة سبب ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الخضر والفواكه وغيرها. كما أشارت الدكتورة إلى الخطأ الكبير الذي يرتكبه الأولياء بمنح أطفالهم خاصة في الفترة مابين السنة إلى الخمس سنوات العصائر عوضا عن الفواكه الطازجة وهذه خطا فادح فلا يمكن تعويض الفواكه الطبيعية بعصائر إصطناعية وهي مضرة بالصحة، مؤكدة على ضرورة تناول الأطفال وجبات متزنة للحفاظ على نموهم الطبيعي للطفل، لكن ليس من السهل توفير كل المواد الأساسية في تغذية الطفل فنلجأ لتدعيمهم بوصف فيتامينات وكاليسوم لتعويض النقص الناتج عن ذلك لتفادي أي أمراض أو مشاكل صحية فهذه المكملات الغذائية أصبحت شبه ضرورية لنمو الطفل. وفي نفس السياق قالت الدكتورة زرارقة بأن التغذية السليمة تبدأ منذ الأيام الأولى لولادة الطفل، لكن ليس بمقدور كل العائلات توفير الحليب الذي يعتبر المادة الأساسية في تغذيته حيث يصل ثمن العلبة الواحدة إلى ست مئة سنتيم، فتلجأ لتعويضها لحليب الأكياس ومن هنا يبدأ الخلل في التغذية، مضيفة بأن الاعتماد على المكملات الغذائية يحتوي على سلبيات كثيرة فهي أولا مواد غير طبيعية وتحتوي على مصادر من الفيتامينات والكالسيوم والحديد يكون امتصاصها سهل من طرف الجسم، مشيرة بأن أهم مرحلة يجب تفادي تناول مثل هذه المكملات الغذائية هي مرحلة المراهقة فالمراهق يعرف نموا جد سريع فمن المستحسن الابتعاد عنها وعدم تناولها بصفة عشوائية وبغير استشارة من الطبيب، كما أن تناول الفيتامين د بكثرة لديه تأثيرات سلبية على المخ فهو يسبب ارتفاعا في الضغط داخل هذا الأخير، ناهيك عن استعمال حبوب الكالسيوم والحديد بشكل مفرط يؤدي إلى تمركز هذه المواد داخل الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطيحال. وتطالب الدكتورة زرارقة السلطات المعنية الأخذ بعين الاعتبار وجود عدد كبير من الأطفال يعانون من نقص في النمو وهم بحاجة إلى تغذية سوية، والحل يكون بفرض مراقبة دورية ودائمة على أسعار الحليب المخصص للرضع لأن ثمن هذا الأخير يفوق القدرات الشرائية للأولياء، فالحليب يعتبر مخزن الكاليسيوم والفيتامينات.