تحتضن جامعة قسنطينة بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة بالاشتراك مع مخبر »فلسفة العلوم الإنسانية« ومخبر »الدراسات التاريخية والفلسفية«، بالتعاون مع الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية فرع الولاية، فعاليات الملتقى الوطني » الفلسفة التطبيقية وتمثلاتها لمشكلات الإنسان المعاصر«، وذلك يومي 18 و19 نوفمبر المقبل. تستقبل جامعة قسنطينة، المشاركات إلى غاية 25 سبتمبر المقبل، فيما يكون الرد على هذه المداخلات والبحوث المقبولة يوم 12 أكتوبر المقبل، وحملت ديباجة الملتقى أن »الفلسفة بوصفها تفكيرا تحليليا نقديا ومبدعا مدعوة مرة أخرى إلى المساهمة في تأمل ووعي المشكلات الجديدة المتسارعة والمتجددة التي ما فتئت تنتجها وتراكمها الحضارة التقنو-علمية الراهنة والتي لم يعرف لها الإنسان نظيرا عبر تاريخه البعيد. ومن الأخطاء الشائعة وربما المقوضة للفعل الفلسفي وبؤسه على ما يربو على قرن من الزمان هو انحساره في السؤال الكلاسيكي الذي يعني أن التفلسف هو دخول إلى عالم التجريد والمطارحات النظرية التي لا تحيل إلى واقع معاش. ويبدو أن التحولات التي أحدثتها الفلسفة الوضعية والعلماوية المتطرفة، على أسلوب تفسير الواقع أدت إلى ضيق أفق العقل البشري وتحوله إلى أداء فعلين فقط: التظهير أو الموضعة والتوسيل، ومن الجلي أن هذا الانحسار في معالجة التصورات زاد من بؤس السؤال الفلسفي وفقدانه المصداقية. وعلى الرغم من أن الفلسفة الوضعية قد ذهبت إلى شكل من التجانس بين غايات العلم وغايات الإنسان، لتحصر الغاية الإنسانية في مجرد السيادة على الطبيعة، إلا أنها ستكون السبب المباشر في إعادة فتح النقاش في القضايا التي أنهاها تصورها الإبستيمولوجي، إنها القضايا الأشد ارتباطا بسؤال العمل، حيث بدا توق الإنسان إلى تفسير أكثر اتساعا لأفقه الأكسيولوجي، وهنا تستعيد الفلسفة مرة أخرى وفي زمان انتصارات البيولوجيا مثلا الجدارة لتحضر داخل المناقشات الكبرى، عن نجاعة التطبيقات التقنوعلمية داخل الفضاء الحضاري الراهن. ولذلك تتحول الفلسفة إلى السؤال حول نجاعة التصورات البيوتكنولوجية في الطب والإيكولوجيا، وعن تخليق السياسة في عالم معاصر تحكمه المصالح الجيوسياسية المرهونة بالرغبة الاقتصادية؟ وعن جدوى وسائل الاتصال المعاصرة؟ وغيرها من قضايا الإنسان في عصر التحكم التكنولوجي.