دعا رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، جميع الأطراف إلى المساهمة في تجسيد مخطط عمل الحكومة ميدانيا، في ظل التحديات الراهنة التي لا تقبل أي تهاون أو تقصير، قائلا إنها تتطلب الجدية والصرامة واليقظة لترجمة مضمون البرنامج إلى حقيقة ملموسة تعود بالفائدة على المواطن، ليؤكد في هذا السياق أن المعارضة أسمعت صوتها بقوة وهي ظاهرة صحية في التجربة البرلمانية الجزائرية، تعكس مدى الاهتمام في حسن تنفيذ مضمون البرنامج الرئاسي. أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح في كلمة ألقاها في اختتام المناقشة العامة لمخطط عمل الحكومة بمجلس الأمة، أن وضع مخطط عمل الحكومة حيز التنفيذ لا يقع على عاتق جهة معينة بقدر ما يحتاج إلى تكثيف وتضافر جميع الجهود، وهذا في ظل التحديات التي تعرفها الجزائر، مضيفا ان هذه التحديات لا تقبل أي تهاون أو تقصير وهي تتطلب الجدية والصرامة واليقظة والحذر من أجل ترجمة مضمون البرنامج إلى حقيقة ملموسة تعود بالفائدة على المواطن، وبعد ان ذكر ان البرلمان بغرفته »قام بواجبه«، أكد أن مسؤولية إتمام تنفيذ البرنامج الذي استكمل كافة شروط المصادقة عليه، تقع على عاتق الوزير الأول وأعضاء الحكومة. ولدى تطرقه إلى سير المناقشة العامة لمخطط عمل الحكومة من قبل أعضاء مجلس الأمة، أوضح رئيس المجلس، ان المناقشات »تميزت بحرية كبيرة في التعبير عن الرأي والرأي الآخر« وان المتدخلين »عبروا بكل وضوح وبروح المسؤولية عن مواقفهم وانشغالاتهم«، وأشار إلى ان المواقف خلال النقاش كانت صريحة وواضحة وفي كثير من الأحيان جرئية والتوصيات السياسية كلها عبرت عن موافقة حتى المعارضة بالرغم من تواضع تمثيلها. وفي هذا الإطار، ذكر بن صالح في كلمته ان المعارضة قد أسمعت صوتها بقوة وهذا ما نرتاح له ونعتبره ظاهرة صحية في التجربة البرلمانية الجزائرية، ويرى المتدخل انه مهما كانت طبيعة انشغالات مجلس الأمة وحجم المشاكل التي تم طرحها في هذا النقاش، إلا أنها كانت تعكس مدى الاهتمام الذي ما انفك أعضاء المجلس يولونه رغبة منهم في حسن تنفيذ مضمون البرنامج الرئاسي المذكور. وبخصوص مضمون مخطط عمل الحكومة، قال بن صالح ان هذا المخطط كان برنامجا متكاملا في أجزائه ومتسقا مع أهدافه ومنسجما مع أدوات تنفيذه وهو ما يجعله -كما قال- برنامجا عمليا يتسم بالواقعية ويستجيب لتطلعات وطموحات مختلف الشرائح الاجتماعية. من جهة أخرى، عبر رئيس المجلس عن قناعته بأن الديمقراطية والحكامة تتقدمان بخطى وطيدة في الجزائر طالما أن المؤسسات تشتغل بصفة عادية وان المصلحة الوطنية هي التي توجه الجميع، مبرزا استعداد مجلس الأمة على التعاطي ايجابيا مع المقترحات التي تصب في هذا التوجه، وبشأن اللائحة التي صادق عليها مجلس الأمة في ختام المناقشة العامة، ذكر بن صالح أنها تضمنت موقف المجلس من مخطط عمل الحكومة وتوصيات واقتراحات وملاحظات يجدر بالحكومة ان تأخذ بها.