قررت الرباط، تشييد حائط إلكتروني مع حدود الجزائر بدعوى منع تسلل المقاتلين الذين التحقوا بما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«، إلى أراضي المملكة المغربية، حيث يعتبر هذا القرار تصعيدا جديدا ضد الجزائر وتكريسا للتوجه العدائي للدبلوماسية المغربية. بعد التصريحات المشينة التي أدلى بها وزير الخارجية المغربي بخصوص النزاع في الصحراء الغربية ووصفه فيها الموقف الجزائري ب»البائس«، واتهامها بالوقوف وراء تعيين الاتحاد الإفريقي لمبعوث خاص إلى الصحراء الغربية، أعلنت السلطات المغربية على لسان وزيرها للداخلية محمد حصاد أن هناك عملا جاريا لتشييد حائط إلكتروني مع الجارة الجزائر لمنع تسلل المقاتلين في صفوف ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«، إلى أراضي المملكة المغربية. ويعتبر هذا القرار الاستفزازي لنظام المخزن بمثابة اتهام صريح للجزائر بتعريض أمن الأراضي المغربية للخطر عبر السماح بتدفق المقاتلين الذين التحقوا بما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«، وأن الجزائر تهدد أمن المغرب على الحدود، حيث قال الوزير المغربي خلال رده على أسئلة النواب بشأن مدى صحة التهديدات الإرهابية الموجهة إلى المملكة المغربية، إن وزارته توصلت إلى معلومات دقيقة بشأن ما لا يقل عن 20 مغربيا التحقوا بالقتال في صفوف المنظمة الإرهابية »داعش«، وقاموا بتنفيذ عمليات انتحارية وماتوا فيها، قائلا إن هناك مجموعة من الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة التهديدات الأمنية من خلال بلورة إستراتيجية تمكن من حماية البلاد من آثار الإرهاب وإعطاء الأهمية القصوى للعمل الاستخباراتي وكذا بلورة سياسة استباقية بتفكيك الخلايا أو الشبكات الإرهابية التي تكون بصدد القيام بعمليات إرهابية. في هذا الصدد، أقحم الوزير المغربي من جديد الجزائر في الشؤون الأمنية الداخلية للمغرب، قائلا إن هناك تنسيقا قائما حاليا بين مختلف المصالح الأمنية، لتأمين المطارات والموانئ والحدود، والآن هناك عمل لتشييد حائط إلكتروني مع الجزائر لمنع تسلل المقاتلين إلى أراضي المملكة المغربية. كما كان للصحافة المغربية إن وجدت في غياب سفير الجزائربالرباط عن اللقاء الذي جمع السفراء العرب المعتمدين بالمغرب بوزير الشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار الجمعة المنصرم، لاجتماع دعت إليه الخارجية المغربية سفراء الدول العربية لمناقشة الوضع في فلسطين، مادة دسمة لمعاودة مهاجمة الجزائر، دون أن تحاول البحث في خلفيات الغياب، الذي يعتقد متتبعون أنه جاء ردا على تصريحات وزير خارجية »المخزن« العدائية حيال الجزائر.